لندن - كاتيا حداد
كشف خبراء، الجمعة، عن مجموعة من فوائد ممارسة الجنس، إلى جانب فائدته في الحفاظ على النوع البشري والإنجاب وادخال السرور إلى حياة الناس. ويتفق الخبراء أن ممارسة الجنس مفيد لصحة الانسان فهو يمنع نزلات البرد والنوبات القلبية. كما تشير كل الدراسات والتجارب أن ممارسة الجنس يُحسن المزاج ويعود الأمر إلى المواد الكيميائية أكثر من القدرة الجنسية، فخلال العلاقة يفرز الجسم كوكتيل من الهرومونات والمواد الأفيونية التي ترفع الحالة المزاجية المعنوية.
ويفرز الجسم بالأخص هرمون الأوكسيتوسين أثناء وبعد ممارسة الجنس، والذي يؤدي الى شعور الناس بالعاطفة أكثر تجاه شركائهم، مما يساعدهم على النوم بهدوء، ويُسمى هذا الهرمون بهرمون الحضن لأن الجسم يفرزه بعد 20 دقيقة فقط على المعانقة. وتستطيع النساء أن تنتج أربعة أضعاف الرجال من هذا الهرمون فجسم الرجل ينشغل في افراز هرمون التستوستيرون الذي يحرك الرغبة الجنسية، ويعود السبب أيضا الى الناقل العصبي المسمى السيروتونين وهو مواد كيميائية مضادة للاكتئاب يفرزها الجسم بعد ممارسة الجنس وتساعد الانسان على الشعور بالسعادة والاسترخاء.
ووجدت دراسة أميركية شاركت فيها 300 امرأة أن النساء النشيطات جنسيا نادرا ما يتعرضن للاكتئاب على المدى الطويل مقارنة بالنساء التي يغيب الجنس من حياتهن، وتكهنت احدى الدراسات أيضا أن السائل المنوي يحتوي على العديد من الهرمونات التي قد يكون لها تأثير في تعزيز المزاج عندما يتم امتصاصها من خلال جدار المهبل وتصل الى مجرى الدم.
وخلصت دراسة أجرتها جامعة "كوينز" أن ممارسة الجنس ثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يخفض خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويشير الكثير من الخبراء أن فكرة تعرض الرجال للنوبات القلبية بسبب ممارسة الجنس هي سوء فهم، فالرجال الذين يمارسون الجنس بانتظام في الـ 40 والـ 50 من عمرهم بعيدين كل البعد عن خطر الاصابة بالنوبة القلبية.
وأشار استشاري أمراض القلب الدكتور غراهام جاكسون إلى أنه "يعتبر الجنس بمثابة تمرين رياضي عندما يتعلق الامر بالقلب، وهو يُحسَن اللياقة البدنية ويعادل الذهاب في نزهة طويلة أو التسلق صعودا وهبوطا في رحلتين على الدرج". وارتبط ممارسة الجنس مرة أو مرتين بالأسبوع في زيادة مستويات الغاوبولين المناعي وهي مادة موجودة في اللعاب والغشاء المبطن للأنف وتساعد جهاز المناعة في محاربة نزلات البرد والانفلونزا.
وسأل العلماء في احدى الدراسات 11 متطوعًا عن عدد المرات التي يمارسون فيها الجنس خلال الشهر، وقيس بناء عليه عدد مرات اصابتهم بالمرض، وخلصوا أن الاشخاص الذين يمارسون الجنس مرة في الاسبوع لديهم مستويات أقل في الاصابة بالبرد بنسبة 30%.
وأجريت واحدة من أكبر الدراسات على العمر والجنس وجدت أن الذين يمارسون الجنس أقل من مرة في الشهر تضاعف لديهم خطر الموت مبكرا مقارنة بالرجال الذين يمارسون الجنس مرتين في الأسبوع. ويعود السبب الى الدور الوقائي الذي يلعبه الجنس على صحة الرجال، فهو مرتبط بهرمون الذكورة الرئيسية وهرمونات الغدة الكظرية التي تعتبر لبنة لهرمونات أخرى مثل الأستروجين والتستوسيترون والبروجسترون.
وترتفع هرمونات الغدة الدرقية المسماة داهيا ثلاث مرات اعلى من المعتاد لدى الأشخاص الذين يحظون بحياة جنسية منتظمة، وتحث كل الدراسات والبحوث الاشخاص الذين يحاولون إنجاب طفل على ممارسة الجنس بانتظام، فهو يحسن الخصوبة من خلال تعزيز قدرة الحيوان المنوي على السير واختراق البويضة للإخصاب.
وشرحت الدكتورة النسائية جليان لوكوود، وذكرت، "يحسن ممارسة الجنس من نوعية وقدرة الحيوانات المنوية لدى الرجال". وأظهرت نتائج دراسة أولية لباحثين استراليين ان تلف الحيوانات المنوية انخفض بنسبة 12% لدى الرجال الذين يمارسون الجنس يوميا. وأضافت دكتور جليان "عندما يتعلق الامر بالجنس والخصوبة فان ممارسة الجنس أكثر يؤدي الى زيادة فرصة الانجاب".