عدسة العين

تمكن مستشفى الجامعة في الشارقة من إنقاذ بصر مواطنتين إماراتيتين بعد معاناة طويلة من فقدان البصر، إحداهما مسنة كانت تعاني من إعتام شديد في عدسة العين والتهاب مزمن في إحدى عينيها.

وأشارت المواطنة "آمنة ج. م"، التي عانت من فقدان البصر 3 أعوام، إلى أنها كانت تستخدم حاسة السمع للتواصل مع أفراد أسرتها ولم تكن قادرة على رؤيتهم منذ فترة طويلة، وبأنها كانت مترددة في الخضوع للجراحة بسبب المعاناة الطويلة من الاتهابات المزمنة في العين وفقدت الأمل في إمكانية الإبصار مرة أخرى.

وأوضحت آمنة أنها كانت قادرة فقط على رؤية الأشياء حتى 50 سم (حوالي 1.5 قدم)، وبعد أشهر من مراجعة الأطباء في مختلف المستشفيات، ذهبت إلى تايلاند للخضوع لعملية جراحية، وأجرى الأطباء هناك الجراحة لإزالة المياه البيضاء من العين اليمنى، ولكنهم رفضوا إجراء العملية في العين اليسرى لكون العتامة قد بلغت مرحلة متقدمة، كما أن العين مصابة بمشاكل قرنية  والتهابات متكررة، وبعد ذلك قررت إجراء العملية في الشارقة.

وقد أعربت عن امتنانها الشديد للمستشفى كونها باتت قادرة على رؤية أفراد العائلة مرة أخرى، مضيفة: كُنت مصابة بالمياه البيضاء في كلتا العينين وأعاني من التهابات مزمنة في كلتا العينين، وقد نجح الطبيب في إجراء العملية وبات وضعي الصحي سليمًا الآن.

وعلّق استشاري طب العيون في مستشفى الجامعة في الشارقة، الدكتور قاسم الحموري، الذي أجرى العملية: كانت آمنة تعاني من تدهور حاد في الرؤية منذ فترة طويلة، وارتفاع ضغط الدم، وتُعتبر حالتها من الحالات المعقدة؛ حيث لديها التصاقات واسعة بين القرنية والقزحية من جهة وبين القزحية والعدسة من جهة أخرى، نتيجة مضاعفات التهاب العين المزمن، كما تعاني من ارتفاع ضغط العين، ومن إعتام متقدم في عدسة العين.

وتحدث حالة إعتام عدسة العين أو المياه البيضاء لأسباب كثيرة منها تقدُم العُمر؛    بحيث  تفقد العدسة القدرة على إدخال الضوء للعين بشكل كافٍ، أو قد تحدث هذه التغيرات  مع أمراض أخرى مثل السكري، أو الاتهابات المزمنة في مشيمة العين  أو من الممكن أن تكون خلقية فيولد الطفل بهذا المرض، ما يجعل عدسة العين أقل شفافية.

ومع مرور الوقت، يصبح الإعتام أكثر كثافة ويحجب معظم أجزاء العدسة، فعندما يصل ضوء أقل إلى شبكية العين لا يمكن للمريض رؤية الأجسام بوضوح، وفي المراحل المتقدمة يستطيع رؤية حركة الأجسام دون تمييز للوجوه أو الألوان.

وذكر الدكتور الحموري أن هذه الحالات شائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب تأخر المسنين عن الرعاية الطبية حتى مراحل متأخرة، وأن البعض يتردد في الخضوع للجراحة، بينما يرى البعض الآخر أن الجراحة لن تساعدهم على استعادة البصر.

ونصح بقوله: من الضروري لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم فحص نظرهم بانتظام، فهذا المرض غير مؤلم، وفي بعض الحالات لا يشعر المريض بتدهور حاسة البصر إلا في مراحل متقدمة من المرض، لذلك يجب مراجعة طبيب العيون لتقييم حاسة البصر وفحص الشبكية بمجرد الإصابة بمرض السكري.

أما بشأن أمراض العيون عند الأطفال وخاصة العيوب البصرية، فأوصى الدكتور الحموري أولياء أمور الأطفال الذين يشاهدون التلفاز من مسافة قريبة، أو يشعرون بصعوبة في القراءة وفرك العين عند النظر إلى الأشياء عن بُعد، بضرورة مراجعة الطبيب، خوفًا من إمكانية إصابتهم بعيوب انكسارية في النظر، ولاسيما طول  البصر الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا، حيث يمكن رؤية الأشياء من مسافة بعيدة بوضوح، بينما تبدو الأشياء الواقعة على مسافة قريبة ضبابية وفي كثير من الحالات يمكن معالجتها  قبل أن تسبب كسلًا بصريًّا أو حول أحد أو كلتا العينين.