واشنطن - رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة "نيويورك" أن مرض "التوحد" يأتي بسبب الأوعية الدموية التي تثير تغير الوظائف العصبية لدى الشخص، كما وجد العلماء أن أدلة التوحد يمكن العثور عليها في الأوعية الدموية في الدماغ، مضيفين أن الأشخاص المصابين بالمرض تكون أوعيتهم الدموية غير مستقرة، ما يعرقل تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يؤدي إلى وظائف عصبية محدودة، وذلك حسبما أفاد المؤلف الرئيسي للدراسة، وأستاذ الأحياء في جامعة "نيويورك" الدكتور افرين زاميتا.
وتسلط هذه النتائج ضوءًا جديدًا على قضية التوحد، حيث تحدد هدفًا جديدًا للتدخل العلاجي، وذكر الدكتور أزميتا "في الدماغ الصحيحة تكون الأوعية الدموية مستقرة وبالتالي نضمن توزيع الدم بشكل مستقر، غير أنه في الدماغ المصابة بالتوحد تكون الأوعية الدموية متقلبة ما يؤدي إلى انتاج دورة دموية متقلبة، وهو ما يحد من الوظائف العصبية".
وفحص الباحثون أنسجة المخ بعد الوفاة في إطار الدراسة، وكانت بعض الأنسجة لأشخاص أصحاء والبعض الأخر لأشخاص مصابين بالتوحد، ولم يكن العلماء على علم بما إذا كان النسيج لشخص صحيح أم مصاب، بالتوحد أثناء الفحص المجهري، ولم يعثر الباحثون على أوعية دموية في الأدمغة الصحيحة، ويعتبر التمييز هنا أمرا هاما لأن وجود الأوعية الدموية يشير إلى تشكيلها بشكل متكرر في حالة تغير دائم، وتؤكد هذه الحالة عدم الاستقرار في آلية تدفق الدم.
ووجد الباحثون أن أدمغة المصابين بالتوحد تتميز بزيادة مستويات البروتينات وCD34 وهي دلائل جزئية من الأوعية الدموية، وأضاف الدكتور أزميتا "من الواضح وجود تغيرات في الأوعية الدموية في المخ لدى الأشخاص المصابين بالتوحد من عمر عامين إلى 20 عاما، وهو ما يشاهد في عدم تطور الأفراد بشكل طبيعي بعد عمر عامين، والأن لدينا رؤية جديدة لهذا الخلل، ونأمل في التوصل إلى طرق جديدة للعلاج"، حيث نشرت الدراسة في مجلة Journal of Autism and Developmental Disorders.