اكتشاف دواء ثوري يحفز الجهاز المناعي

يأمل الأطباء في حصول مرضى سرطان الجلد على علاج ثوري في غضون أشهر من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، حيث أن حوالي 80% من المرضى الذين يعانون سرطان الجلد الأكثر فتكًا في مراحله المتقدمة يموتون خلال السنوات الخمس بعد التشخيص، إلا أن الاكتشافات ترجح مزيجًا من أدوية سرطان الجلد، التي يمكن أن تعالج أكثر من نصف الحالات بفاعلية وكفاءة.

وكشفت صحيفة "ذا ميل أون صنداي" منذ عامين مضوا عن أن نتائج علاجية مذهلة ومبكرة ظهرت عندما أجريت تجربة صغيرة ومحدودة بإعطاء المرضى عقاري (إيبلوممب ـ ipilimumab) و (نيفولامب ـ nivolumab)،  لكن النتائج تشير إلى الجمع بين عقاري تعزيز المناعة يمكن أن يكون علاجًا فعالًا لأكثر من نصف الحالات. وقبل عامين، كشفت الصحيفة أن تكون الجرعة الصغيرة - إعطاء معًا - كانت "مذهلة" النتائج الأولية وتسببت في تقليص الأورام.

 وتم الإعلان عن نفس النتائج من تجربة مماثلة بالأمس، لتؤكد أن اثنين من بين كل ثلاثة مرضى عاشوا ثلاث سنوات بعد بدء العلاج، والعديد يعيشون حياة طبيعية مع توقعات بأنهم سيظلوا بصحة جيدة لسنوات مقبلة. ويدرب العلاج المناعي الجهاز المناعي على استيعاب الخلايا السرطانية السابقة وقتلها، مثل الكثير من اللقاحات التي يتم إعطائها للمرضى لحمايتهم على المدى البعيد.
 وتمت الموافقة على المزيج الدوائي لإعطاءه لمرضى سرطان الجلد في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تتخذ الهيئات التنظيمية الأوروبية قرارها حول العلاج في الربيع المقبل، وهنا يأمل الأطباء أن يكون العلاج متاحًا في هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا.
 وذكر استشاري الأورام الطبية في مستشفى مارسدن الملكية في لندن الدكتور جيمس لاركن، أنه يأمل أن تتم الموافقة على العلاج في النصف الأول من العام المقبل.
وحصلت الطبيبة البيطرية "كايت شالوين" على دورة تدريبية مدتها 6 أسابيع حول عقاري (النيفولاب ـ ) و(الإيمولمباب ـ ) بعدما تم تشخيص إصابتها بسرطان الجلد المتقدم منذ عامين، وكانت رئة كايت ـ وهي أم لطفلين ـ  تعتريها أورام متقدمة كانت بسبب ورم تم إزالته من وجهها في 2008. وقالت السيدة شالوين ـ من كورنويل بفي إنجلترا ـ أنه بعد ثلاثة أشهر من العلاج المكثف تم علاج الأورام ولم تجد أي إشارة لوجودها.
 وقالت السيدة ذات الـ 43 عامًا: "بالأساس رجعت لطبيعتي، إنه مذهل بشكل لا يصدق، وكنت سأموت بحلول وقتنا هذا لو لم أحصل على هذا العلاج".

 ومن الممكن أن يوافق المعهد الوطني للتفوق الصحي والرعاية على الأدوية العلاجية بعد اختباره تمامًا في أبريل/نيسان المقبل. ولا يوجد ما يضمن أنه سيتم إنجازه هذا الدواء، الذي يحتمل أن يكون غالي الثمن جدًا، إلا أن الدكتور "لاركين" قال إن عقارًا دوائيًا آخر لسرطان الجلد تم الموافقة عليه.

 ولا يعتبر "الميلانوما" هو الشكل الشائع لسرطان الجلد، إلا أنه يتسبب في وفاة 2.200 بريطاني سنويًا. وتشير النتائج المقدمة في المجتمع العالمي للميلانوما في الكونجرس في سان فرانسيسكو إلى أن 53 مريضًا من بين 78 تم تجربة الدواء عليهم كانوا يعيشون ثلاث سنوات من بدء العلاج، وجميعهم كانوا مصابين بالسرطان الذي انتشر ببقية أعضاءهم وأجهزة جسدهم. 

 ويقول الدكتور لاركين أن المرضى ممن خضعوا للتجربة كانوا أصغر سنًا وأصح من المتوسط، بحيث يمكن أن تنعكس التجربة الدوائية عليهم بالإيجاب، إلا أن النتائج كانت "مشجعة جدًا جدًا".

ويعتقد الأطباء أن مزيج أدوية الإيميون تقوي وتدعم المريض بأسلحة مختلفة لمحاربة الخلايا السرطانية، وزيادة نسبة الاستجابة والحياة. ومع ذلك فإن الكثير من المرضى أخفقوا في الاستفادة من العلاج، وقد عملت على رعاية وتمويل التجربة شركة "بريستول مايرز سكويب" وهي الشركة المصنعة للعقارين.