لندن ـ ماريا طبراني
ووفقًا إلى ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن معايير التغذية وتوصياتها متغيرة دائما في ضوء البحوث العلمية الجديدة، وهذا يجعل من الصعب على علماء التغذية مواكبة ما إذا كانت الأطعمة صحية أم لا، وحسب المحاضر في علم التغذية بكلية "كينجز كوليدج" في لندن سكوت هاردينج، فإن علماء التغذية حتى وقت سابق ، كانوا يلقون باللوم على 5 أطعمة باعتبارها "سبب كل الأمراض والمشاكل الصحية"، إلا أن البحوث العلمية الحديثة اعتبرتهم مؤخرا "خيارات" صحية للتناول مرة أخرى.
:وتتمثل الأطعمة الخمسة في
1
فلقد كان سائدا منذ زمن طويل أن البيض مضرا للقلب، إذ أن البيضة تحتوي على 185 ملجم من الكولسترول الغذائي الموجود في صفار البيض، يساهم في ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
ولكن على مدى الـ20 سنة الماضية، أظهرت البحوث الطبية والغذائية مرارا وتكرارا أن تناول الكولسترول الغذائي بالمتوسط العادي له تأثير ضئيل جداً على مستويات الكوليسترول في الدم لشخص ما.
وعلى الرغم من استغراق تصحيح هذه المعلومة كل هذا الوقت، فإن خبراء التغذية أقروا أن البيض وغيرها من الأطعمة التي تحتوى على الكوليسترول (مثل كبد الدجاج والمحار)، وذلك بحذفها من الأطعمة المقلقة للإرشادات الغذائية. كما أكد خبراء التغذية أن البيض مصدر للبروتين، والدهون الصحية، والعديد من الفيتامينات والمعادن.
2.السمن والزبد
تظل مسألة ما إذا كان السمن أم الزبد المساهم الأساسي في زيادة الدهون، واحدة من أكثر القصص إرباكا في التغذية. ويعود تاريخ ظهور استخلاص السمن من الدهون النباتية إلي منتصف القرن الـ18، إذ تم منذ ذلك الوقت استبدال السمن بـالزبد مع انتشار زيادة الدهون في الجسم في معظم البلدان المتقدمة.
وفي الوقت الذي بدأ هذا التحول بعيدا عن الدهون المشبعة في إظهار انخفاض في الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بين تعداد السكان، توصل الباحثون إلي وجود صلة منفردة بين تناول الدهون غير المشبعة (الدهون التي تنتج عن الهدرجة الجزئية الدهون النباتية لجعل السمن النباتي) وأمراض الشرايين التاجية.
كما كانت صناعة المواد الغذائية سريعة الاستجابة لذلك ولقد تم وضع عبارة "خالية من الدهون" على السمن لسنوات و حتى الآن.ولكن لا يزال هناك التباس بين المستهلكين حول ما إذا كان الخضروات، التي تزيد الدهون، آمنة للأكل. والجواب البسيط على ذلك نعم، طالما أن البطاقة الغذائية لا تسرد "الزيوت النباتية المهدرجة جزئيا" كعنصر.
ينتشر الدهون التي تعتمد على النفط الخضار الحديثة هي وسيلة لاستبدال الدهون المشبعة الغذائية مع زيادة الدهون غير المشبعة - وهو تغيير النظام الغذائي الذي ثبت للحد من أمراض الشرايين التاجية في دراسة جماعية كبيرة.
3.البطاطس
كانت البطاطس لفترة طويلة أحد الخضروات غير صحية، لأنها تؤدي إلي ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويتم اعتبارها من الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات التي يجب تجنبها.
ولكن في المقابل تعد البطاطس مصدرا غنيا من الكربوهيدرات وفيتامين سي، وبعض فيتامينات" ب والمعادن الخفيفة،كما أن تحضير البطاطس يساهم في تخفيف في أضرار كونها من مصادر النشويات.
ونصحت الدراسة بطبخ وتبريد البطاطس لزيادة كمية من النشا المقاوم فيها، والذي يؤدي مثل وظيفة الألياف الغذائية "المقاومات" في القناة الهضمية، إذ من المحتمل أن يكون لها تأثير إيجابي على بكتيريا الأمعاء
4.المكسرات النيئة وزبد الفول السوداني
حصلت المكسرات أيضا على سمعة لكونها تحوي نسبة عالية من الدهون ونسبة عالية من السعرات الحرارية، مما حدا بالبعض إلى اقتراح تجنبها من أي شخص يبحث لإنقاص وزنه.
ولكن هناك أدلة علمية متزايدة تشير إلى المكسرات النيئة هي المفتاح لإتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن صحي. كما أظهرت دراسة حديثة، نُشرت في المجلة البريطانية للتغذية، إن تناول المكسرات النيئة يقلل من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض القلب والشرايين والموت القلبي المفاجئ.
و على الرغم من أن الدراسات ما زالت مستمرة لتحديد ما هي مكونات المكسرات، التي تعمل على تعزيز هذه النتائج الصحية الإيجابية، فنحن علماء التغذية نعمل فعليا الفوائد الغذائية.
فوفقا هاردينج، تحتوي المكسرات النيئة على البروتين، والدهون الصحية (الدهون المشبعة المنخفضة وغير المشبعة الأحادية العالية والدهون غير المشبعة)، والألياف الغذائية والمغذيات الدقيقة. كما أن زبدة الفستق، و زبدة الفول السوداني، يمكن أن تكونا جزءا من نظام غذائي صحي. وتعتبر زبدة الفول السوداني هي أيضا مصدر ممتاز من البروتين، الألياف، فيتامين "بي 6" والماغنيسيوم
5.منتجات الألبان
كانت منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب والزبدة واللبن والجبن، تعتبر العنصر الرئيسي في النظام الغذائي لكثير من الناس، ولكن تغيرت أنماط استهلاكها بسبب الرسائل الصحية حولها، و التي يصعب تفسيرها.
فالجوانب الإيجابية للمشتقات الحليب تتمثل في كونها تحتوي على نسبة عالية من البروتين والكالسيوم، ولكنها على المنحنى السلبي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والخاصة المشبعة، لذا يجب مراعاة نسبة الدهون عند اختيار منتجات الألبان.
و على الرغم من أنه من الأفضل تجنب إتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية الدهون المشبعة (أحد عوامل الإصابة بأمراض الشرايين التاجية)، فإن استهلاك منتجات الألبان بانتظام لا يجب أن تكون مصدر قلق إذا ما كانت كمية السعرات الحرارية صحية.
ويعزى ذلك إلي أن هناك العديد من الدراسات التي تشير نحو الجوانب الصحية وغير الصحية من الألبان، لذا فمن الصعب التوصية بتناول كمية أو نوع معين من منتجات الألبان لتحسين الصحة.
ولا تزال التحديثات الأخيرة إلى نظام الطبق الغذائي الصحي في المملكة المتحدة، تروج إلي أن منتجات الألبان كجزء من نظام غذائي صحي، طالما أن خيارات الألبان أقل في نسبة الدهون