حذر أطباءٌ بريطانيون الآباء والمهات من الإصرار على وصف المضادات الحيوية لأطفالهم المرضى بالسعال أو نزلات البرد؛ تجنبًا لزيادة الجراثيم المقاومة لتلك المضادات داخل أجساد أبنائهم، لاسيما أن تلك المقاومة تهدد حياة المواطنين بخطر الوفاة، مشددين على ضرورة إبقاء الأسطح نظيفة لوقف انتشار الجراثيم.

وذكرت كبير المسؤولين الطبيين في بريطانيا، سالي ديفيز، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه يجب الحفاظ على الأدوية الثمينة، وعدم الإفراط فيها، حتى لا يساهم الأمر في زيادة الجراثيم المقاومة للمضادات، محذرة من أن هذا قد يعني خطورة بعض العمليات الروتينية (مثل العمليات القيصرية)، التي أصبحت من الأمراض المميتة وغير القابلة للعلاج.

ووجهت ديفيز نداءً، عبر فيديو من مقر جمعية الصحة العامة في بريطانيا، إلى الآباء حتى يكفّوا عن طلب المضادات الحيوية لأبنائهم لعلاج حالات السعال ونزلات البرد.
ورصدت "الصحة العامة" يقدر بـ400 ألف حالة من حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي أخيرًا، مع 25 ألف حالة وفاة، واشارت ديفيز: تخيّل عالمًا من دون المضادات الحيوية، مما يعني أنك قد تُترك من أجل صراع البقاء على قيد الحياة لوجود قطع مُعدي في إصبعك، حتى أن العمليات الروتينية مثل عمليات الورك أو الولادة القيصرية يمكن أن تصبح قاتلة.

وأوضحت كبير المسؤولين الطبيين أن تناول المضادات الحيوية من دون الحاجة إليها، أو عدم تناولها بشكل صحيح، يعطي للجراثيم فرصة للتكيُّف وأن تصبح أكثر مقاومة، وجزء من المشكلة أن المضادات الحيوية التي تحارب البكتيريا، غالبًا ما توصف لعلاج الأمراض البسيطة أو حتى الفيروسات مثل نزلات البرد، مقابل تعجيزها.

ونوَّهت إلى ذلك بقولها: مقاومة المضادات الحيوية تضع حياة الناس في خطر، فضلاً عن إيجاد ضغوط إضافية على نظام الرعاية الصحية لدينا، مع السلالات المقاومة للعقاقير من الأمراض الشائعة الناشئة هنا في البلاد، فنحن بحاجة إلى التأكد من أننا نستخدم المضادات الحيوية عند الحاجة القصوى، ولذا فإنني أحثّ الجميع على زيارة الصيدلي أولًا، وإكمال دورة العلاج بالمضادات الحيوية كاملة، هذه الإجراءات البسيطة ستساعد في الحفاظ على هذه الأدوية الثمينة وتساعد على حفظ الطب الحديث كما نعرفه.

وأكد بدوره الدكتور جونز قائلًا: ثقّ بنا لأننا نعرف إذا ما كنت في حاجة إلى المضادات الحيوية أم لا، بينما أضافت الدكتورة كانون: نظرًا إلى أنني أم لطفلين، فأنا أفهم تمامًا أن رؤية الطفل مريضًا أمر مزعج، ولكن يجب علينا أن نثق بأن الأطباء لديهم خبرة في متى تؤخذ المضادات الحيوية ومتى تكون غير ذات أهمية".