دبي ـ جمال أبو سمرا
حذر مختصون وخبراء أدوية مشاركون في مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا "دوفات" من الاستخدام السيئ في صرف الأدوية والعقاقير الطبية المنومة، مؤكدين ان بعض الأطباء يبالغون في إعطاء المرضى أدوية منومة، تؤدي الى مفعول عكسي، حيث تزيد من الإدمان وتسبب مخاطر كبيرة منها التهاب الكبد وتلف الجهاز العصبي.
وأكد وكيل كلية الصيدلة في جامعة عبد العزيز الدكتور عبدالرحمن الأهدل أن الكثير من الأشخاص يعانون من مشكلة الأرق وعدم انضباط النوم ويُواجهون صعوبات في النوم لمدة كافية. ولكن لا هذا لا يعني اللجوء مباشرة إلى تناول الحبوب المنومة لما لها من مخاطر، موضحا ان مزاولة المهنة تتطلب من الطبيب الحذر في كتابة الوصفة الطبية وأن يتحرى أسباب مشكلة المريض قبل اللجوء إلى الأدوية المهدئة والحبوب المنومة لما لها من تداعيات قد تختلف من شخص لآخر، لافتا إلى أن سوء الاستخدام قد يكون من الطبيب او المريض حيث ثبت علميا ان الكثير من الحالات لا تحتاج إلى أدوية على المدى الطويل او القصير.
وأضاف الأهدل أن هذه الظاهرة منتشرة بين الطلاب الذين يعانون من استمرار القلق مما يؤدي إلى الإدمان على الحبوب المنومة.
وشدد على دور الأطباء والصيادلة في توعية المرضى بالأعراض الجانبية الخطيرة الناتجة عن الاستخدام السيئ للعقاقير، والتي تؤثر سلبا على سلامة المرضى من الناحية العقلية والجسدية إلى جانب تثقيف الحضور بقانون دولة الإمارات وعلاقته في صرف بعض الأدوية.
وأشار عميد كلية الصيدلة في جامعة حائل في المملكة العربية السعودية، الدكتور ثامر الشمري إلى بعض الممارسات الخاطئة من قبل الأطباء في صرف الأدوية المنومة والتي تؤثر على الكلى والكبد ولها أثار وخيمة أخرى، موضحا ان هناك نوعين من أدوية المنوم الأولى تتمثل في أدوية الزكام والتي قد تسبب النعاس ويتم إعطاؤها للأطفال من قبل الأهل بشكل عشوائي بهدف تنويمهم وهذا يشكل خطرا كبيرا وله آثار جانبية، أما النوع الآخر فهي الحبوب المنومة التي تسبب النعاس ويتم تناولها حتى الإدمان سواء من الشباب او كبار السن.
وأضاف الشمري أن الأرق حالة صحية يمكن التغلب عليها ويمكن إزالتها، موضحا خطأ الاعتقاد بأن تناول الحبوب المنومة هو الحل الوحيد المفيد لهذه الحالة، لذا نحن كمختصين نحذر الجمهور من اللجوء إلى الحبوب المنومة وندعوهم إلى التأكد من الآثار الجانبية قبل تناول أي دواء.
ونوه خبير أدوية سمير حمدان إلى أن سوء استخدام الأدوية يقصد به أن الدواء لا يستعمل للغرض الطبي الذي صرف من أجله أو بالجرعة والكمية المطلوبة وللمدة المحددة فالدواء له استخدامات نافعة وفقاً لمعايير طبية معينة ولكن إذا خرج المريض عن هذا النسق فإنه يدخل في إطار سوء الاستخدام والذي يؤدي به إلى مخاطر وأضرار جسيمة، تبدأ بالتعود ثم تنتقل للاستعمال القهري ويصل في النهاية لمرحلة الإدمان.
لذا يجب التنبيه على ضرورة الالتزام بتناول الجرعة المسموح بها للدواء، واتباع التوصيات والإرشادات اللازمة عند تناول الدواء، وكذلك عدم تناول بعض الأدوية من دون استشارة الطبيب وخاصة المهدئة منها والتي من شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لا سيما التأثير على الجهاز العصبي للمريض.
وأشار إلى أن بعض الأطباء لا ينبهون مرضاهم إلى مخاطر الإدمان على هذه الحبوب، موضحا أن التخلص من تناول هذه الحبوب لا يكون أحيانا أمرا سهلا ويحتاج إلى مساعدة الأطباء المتخصصين والى إمضاء عدة أيام في الأقسام المتخصصة.
إلى ذلك واصل معرض ومؤتمر دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا "دوفات" فعالياته في يومه الثاني في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بمشاركة كبيرة من الصيادلة ومصنعي الأدوية والموردين من منطقة الخليج والشرق الأوسط والمهتمين بالاطلاع على آخر المستجدات في هذا الحقل العلمي.
و أوضح رئيس الجمعية الصيدلية السعودية البروفيسور إبراهيم السرا، أنه تمت مناقشة مرض التهاب الكبد الوبائي وهو من الأمراض الأكثر انتشارا وخطورة حيث تناولت الجلسة العلمية للمؤتمر أمس الاثنين الخيارات المتواجدة للعلاج وأسباب انتشار المرض في المنطقة والمضاعفات الرئيسية المتعلقة بالعلاج لافتا أنه بلغت نسبة انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي سي في منطقة الشرق الأوسط 25%.