أبوظبي - صوت الإمارات
أوصى المشاركون في ملتقى الخبراء العالمي الثالث للأمراض الدماغية في أبوظبي، والذي تمحور حول أثر وتأثير الاكتئاب في الصحة العامة، بضرورة توسيع قاعدة التوعية بهذه الأمراض مجتمعيا، حيث يقدر المجلس الأوروبي لأمراض الدماغ (EBC) التكلفة السنوية الكلية الملموسة للاكتئاب في أوروبا وحدها بنحو 92 مليار يورو في عام 2010، ويُعد الاكتئاب أكثر الاضطرابات الدماغية تكلفة حيث تعادل التكلفة المترتبة عليه 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.
واتسم الملتقى الذي نظمته "لوندبيك"، الشركة الدوائية العالمية المتخصصة في أمراض الدماغ والجهاز العصبي المركزي، بمشاركة واسعة من أطباء نفسيين بارزين من أرجاء المنطقة بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة. ويصف خبراء منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب من أبرز أسباب الإعاقة الصحية حول العالم، وإنه من أكبر الأعباء المَرَضية العالمية، حيث يضيّع الأميركيون وحدهم، على سبيل المثال، نحو 200 مليون يوم عمل سنويا بسبب الاكتئاب.
وبالانتقال إلى بلدان المنطقة، تُظهر الأرقام الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، أن 4 إلى 5 بالمئة من السكان يعانون اكتئابا مَرَضيا، فيما تُظهر الأرقام الخاصة في دولة قطر أن شخصا من بين كل خمسة تقريبا يعاني اضطرابا نفسيا في مرحلة من حياته. وفي مؤشر مقلق تقول منظمة الصحة العالمية إن أقل من 25 بالمئة من مرضى الاكتئاب يتلقون علاجا ملائما، وإن الخيارات العلاجية الحالية، ومنها مضادات الاكتئاب المتاحة، ليست دائما فعالة حتى عند وصفها حسب الأصول الطبية.
وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور طارق درويش، الذي ترأس الجلسة الأولى للملتقى " ينتشر الاكتئاب انتشارا واسعا في العالم، وهو يشكّل عبئا على صحة المريض وعبئا اقتصاديا في الوقت ذاته. والصحة النفسية مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لنا جميعاً ولابد من تقييمها بشكل متواصل".
ومن أبرز المتحدثين الدوليين المعروفين المشاركين بأعمال ملتقى الخبراء العالمي الثالث للأمراض الدماغية الدكتور ستيفن ستال، أستاذ الطب النفسي المساعد، كلية الطب، جامعة كاليفورنيا - سان دييجو، والدكتور ديفيد بالدوين، أستاذ الطب النفسي، كلية الطب، جامعة ساوثهامبتون، والدكتور مايكل ثيس، أستاذ الطب النفسي، مركز فيلادلفيا في أيه الطبي في ولاية بنسلفانيا.
وخلال الملتقى تحدث الدكتور ديفيد بالدوين عن معدلات ما يُعرف بالتزامنية المرضية لكل من اضطرابات القلق والاكتئاب والخيارات العلاجية لمثل هذه الحالة التي أكدت بحوث عدة انتشارها. وأظهرت الدراسات أن التزامنية المرضية تؤثر سلبا في الخيارات العلاجية، بما في ذلك تزايد احتمال التفكير بالانتحار، فقد أظهرت دراسة نُشرت مؤخراً أن التزامنية المَرَضية تزيد السلوكيات الانتحارية بمعدل خمسة أضعاف.
من جانبه، تحدث الدكتور مايكل ثيس عن جوانب الاضطرابات المزاجية وفق المبادئ التوجيهية الخمسة لتشخيص الاضطرابات النفسانية للجمعية الطبية الأميركية، وكذلك نظَّم خلال الملتقى حلقة عمل عن كيفية التعامل مع مسائل عدم الاستجابة. بدوره تحدث الدكتور ستيفن ستال عن أحدث التطورات في علم الأدوية النفسية فيما يتصل بالاضطرابات المزاجية والوراثة والطب الشخصي. ومن بين المحاور الأخرى التي تناولتها جلسات الملتقى نظرة تعريفية عن خدمات الصحة النفسية في دولة الإمارات العربية المتحدة ودور الوسائط الاجتماعية في الرعاية الصحية.