النساء تنتج كمية أصغر من التستوستيرون وهو المادة الكيميائية الأساسية لإثارة الرغبة الجنسية

تتأثر الرغبة الجنسية بالتوتر والنوم ومجموعة أخرى من الاضطرابات إلا أن الأبحاث أوضحت أن ثلاثة أرباع النساء ممن تزيد أعمارهم عن 40 عاما يعتقدون أن ممارسة الجنس حاليًا أفضل عن عمر العشرينات، وفي ظل إرهاق العمل ومطالب الأطفال ربما تبدو الأيام الأولى من العاطفة وكأنها ذكرى بعيدة، ويقدم الخبراء مجموعة نصائح تمنحك سر الاستمتاع بحياة جنسية طويلة الأمد، وتعد الرغبة الجنسية هي المحرك لحياتنا الجنسية، وهو أمر معقد تتحكم فيه عدة عوامل بما في ذلك مستويات الهرمونات الجنسية والبيئة والدماغ، وليس من الغريب أن تتأرجح الرغبة الجنسية وفقا لمستويات التوتر وكم النوم الذي تحصل عليه وما الذي يشتت انتباهك، وتحظى النساء بحساسية عالية للتبديل بين وضع التشغيل والإيقاف عندما يتعلق الأمر بالرغبة الجنسية.

وأوضحت الدكتورة آنا باليكروز أخصائية الصحة الجنسية في لندن " أي شيء يشتت الانتباه مهما كان صغيرا يمكن أن يمنع الرغبة الجنسية، إنها ديناميكية للغاية ويمكن أن تنحسر أو تتدفق وفقا للشريك الذي تكون معه ونبرة الصوت وحتى الطريقة التي ينظر بها شريكك إليك"، وكلما مارست الجنس كثيرًا كلما أردته بشكل أكبر ولا يُعرف سبب ذلك حتى الأن، وأظهرت الدراسات أن هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) أحد المواد الكيميائية الرئيسية التي تؤثر على الرغبة الجنسية، بينما لا يشعر الرجال الذين تم إخصائهم قبل أن ينضجوا جنسيا بأي رغبة جنسية على الإطلاق، وتنتج النساء ايضا هرمون الذكورة في المبايض الخاصة بهم بكميات أصغر، ويؤدي التوتر إلى خفض إنتاج هرمون التستوستيرون والذي يجعل الكثير من النساء تفقد الاهتمام بالجنس، وعلى الرغم من أن النساء تنتج هرمون الإستروجين بشكل أقل عند التقدم في العمر لكن المبيضين يستمران في إنتاج هرمون التستوستيرون في جميع مراحل الحياة وهو ما يفسر تحصين الرغبة الجنسية، وأشارت دراسة بريطانية إلى أن ثلاثة أرباع النساء الذين يزيد عمرهم عن 40 عاما يعتقدون أن الجنس أفضل في عمر الأربعين عن عمر العشرين.

وإذا ما نظرت في الأدلة الجنسية المختلفة يمكنك العثور على عشرات الأوضاع المختلفة التي تحقق فائدة معينة إما للمرأة أو الرجل أو كليهما، إما لان أحدهم يتيح إثارة فائقة لمنطقة البظر أو يتيح الوصول إلى منطقة جي سبوت، وتقول الدكتورة باليكروز أن هناك العديد من الأوضاع المختلفة وعلى الأزواج تجربتها لمعرفة الأفضل بالنسبة لهم، مضيفة " يفضل بعض الناس الوضع التبشيري الذي يقدم نشوة للبظر ويحفز المناطق المثيرة للشهوة الجنسية في الفرج والمهبل"، وبين الطبيب النسائي الدكتور مايك بوين أن وجود المرأة في الأعلى يمنحها سيطرة أكبر وتحكم في إيقاع ووتيرة الجماع، مضيفا " يكون ذلك مفيدا إذا أردت أن يبطئك الرجل وإن أردت تجنب الإختراق العميق"، بينما يتيح الجماع من الخلف زيادة الاحتكاك بين جدار المهبل والقضيب، وفي هذا الوضع يضرب القضيب الجدار الأمامي للمهبل وهي منطقة غنية بالنهايات العصبية، وأظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي أثناء الإثارة الجنسية للمرأة حدوث تغيرات في جدار المهبل الأمامي حيث يصبح متورم ومحتقن.

ويلعب الدماغ دورًا أساسيا في الجنس حيث أن طريقة عمل العقل تحدث فارق في الاستمتاع بالجنس وهنا يختلف كل من الرجال والنساء تماما، وأظهرت الدراسات أن الرجل يفكر في الجنس كل 52 ثانية إلا أن الجنس يعبر عقول النساء مرة واحدة في اليوم، وكشفت التطورات الحديثة في تكنولوجيا المسح الضوئي التفاعل المعقد بين الدماغ والجسم والرغبة الجنسية، وأوضحت الدكتورة بالكروز " الأن نحن نعرف الكثير عن لب الشهوة الجنسية، وتضيء الرغبة الجنسية العديد من المناطق في الدماغ  بما في ذلك اللوزة الدماغية الوسطي والدماغ المتوسط البطني والنواة المُذنبة، وأظهرت المسح أن النساء تحتاج إلى تعطيل مناطق الخجل والسلوك الفاضح للسماح للشهوة الجنسية بالازدهار، وهذه هي قوة الحميمية وبالتالي فإن العلاقات  تزيد من استعداد النساء للجنس".

ومن المعروف أن الناقل العصبي المسمى الدوبامين يلعب دور رئيسي للرجال والنساء، وذكر الطبيب النفسي الجنسي الدكتور أوين بودين جونز " الدماغ يكافئ الجسم لممارسة الجنس عن طريق إنتاج الدوبامين الذي يجعل الفرد يشعر بالسعادة، ومدمني الجنس ربما يحصلون على المزيد من مستويات الدوامين ما يغذي مشكلتهم، بالنسبة لمدمن الجنس قد تكون المكافأة مجزية بشكل مفرط ما يجعل المدمن يركز على ممارسة الجنس قبل كل شيء".

ويقول بوين أن الرغبات العنيفة الخاصة بالشخص أكثر شيوعا مما يتوقع، وبعديا عن منطقة جي سبوت يدرك العلماء الأن أن النساء لديهن نسيج مثير للشهوة الجنسية وهو الجلد ذات الحساسية البالغة، ويعتمد ذلك على منطقة البظر وداخل المهبل، وعلى غرار القضيب الذي يمتلئ بالنهايات العصبية والأوعية الدموية فيصبح محتقن خلال الإثارة، ويمكنك القيام بتمارين قاع الحوض لتبقى عضلات المهبل قوية ولزيادة تدفق الدم لمنطقة الحوض كلها، ويجب إجراء تمارين الرفع والضغط التي وضعها الدكتور أرنولد كيغل في 1950 بشكل صحيح ويفضل وجود شيء داخل المهبل نفسه، وأثبتت الأبحاث أن معظم النساء تستفيد من استخدام الأقماع والكرات المهبلية.

وأوضح الدكتور بوين أن عدد النساء اللواتي يطلبن إجراء جراحة للأعضاء التناسلية بما في ذلك شد المهبل وتقليل الشفرين ارتفع بشكل كبير في السنوات الماضية، مضيفا " تريد المرأة السيطرة على الحياة الجنسية الخاصة بها وتسعى لهذه الإجراءات لأنها ترغب في الحصول على أفضل حياة جنسية، وتلجأ المرأة إلى تقليم الجلد الزائد من شفاه المهبل لأنها تعتقد أنها قبحة أو غير مريحة، وإذا ساعدها ذلك في الشعور بشكل أفضل فإن ثقتها في نفسها ستتحسن"، وعادة ما يتم شد المهبل بعد الولادة بسبب ضعف عضلاته ما يجعله فضفاضا.