الغازات الضارة لعفن القمامة تسبب سرطان الرئة

خلص العلماء أن الاشخاص الذين يعيشون بالقرب من مواقع دفن النفايات معرضون لخطر الوفاة بسبب سرطان الرئة لأن عفن القمامة ينتج غازات ضارة تزيد عند استنشاقها فرص مشاكل حادة في التنفس.ووجدت الدراسة التي أجريت على 250 ألف شخص أن أولئك الذين يعيشون ضمن ثلاثة أميال من مكب النفايات كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى أو الموت بسبب سرطان الرئة، وأن الاطفال معرضين للخطر الاكبر، وتتبعوا أيضا 242 ألف شخص يعيشون على مقربة من واحد من بين تسع مواقع لدفن النفايات في وسط ايطاليا.

ورصد المشاركون لمدة خمس سنوات على الأقل،  ووجد الباحثون أن أولئك الذين تعرضوا لمزيد من الملوثات المحمولة جوا كانوا عرضة لخطر الاصابة بسرطان الرئة ومشاكل التنفس الأخرى، وتنظم مواقع دفن النفايات في بريطانيا وفقا لنفس القواعد في ايطاليا التي وضعها الاتحاد الاوروبي عام 1999.

وأشارت وكالة البيئة أن المواقع الانجليزية تخضع للوائح محلية أكثر صرامة حول الانبعاث، ولكن النشطاء يقولون أنه من المرجع أن تخفيض ميزانيات الحكومة للوكالة تقوض مراقبة هذه المعايير، وتتبع الباحثون من وكالة حماية البيئة لاتسو في روما مستويات كبريتيد الهيدروجين وهو غاز سام تفوح منها رائحة عادة من البيض الفاسد، ناتج عن تحلل القمامة،وتوقعوا أن مستويات كبريتيد الهيدروجين كان يمثل مستويات جميع الملوثات التي تنتجها مقالب القمامة.

وقسم الفريق الناس الذين يعيشون ضمن ثلاثة أميال من الموقع الى أربع مجموعات، يتوقف على مدى تعرضهم للكبريتيد الهيدورجين، ووجدوا أن الاكثر عرضة للغاز كانوا معرضين أكثر للوفاة بسرطان الثدي بنسبة 34%، من الاشخاص الذين عاشوا على بعد أكثر من ثلاثة أميال من الموقع.

وكان الناس من تلك المجموعة معرضين للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الاخرى أكثر بنسبة 30%، وكانوا أيضا معرضين لتلقي العلاج في المستشفى لسبب أمراض الجهاز التنفسي أكثر بنسبة 5%، بما في ذلك علاج الربو بنسبة 9%.وأتي الاطفال بين الفئات العمرية الاكثر تضررا مع زيادة الخطر بنسبة 11% لدى أمراض الجهاز التنفسي، وكان زيادة نصيب خطر الاصابة بالربو 13%، وتعقب الفريق الايطالي مستويات التلوث للتأكد من أن مستويات المرض تتماشي مع التعرض للسموم.

وقالوا أن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث للتأكد من الرابط وخصوصا في سرطان الرئة، ولكنهم أضافوا أنه من غير المحتمل أن زيارة معدلات الوفاة كانت بسبب عوامل أخرى مثل التدخين لدى تلك الفئة.يذكر أن عدد مواقع دفن النفايات النشطة في بريطانيا انخفض من 500 موقع في التسعينات الى 338 موقع في 2014، ولكن هناك أكثر من 22 ألف موقع دفن نفايات تاريخي غطي بالتراب وترك لوحده، وأصر الخبراء البريطانيون أن المخاطر المحتملة للمكبات في بريطانيا متدنية.

وأكد الدكتور جيل ميارا من الصحة العامة في بريطانيا "  ادارة مواقع مكبات النفايات الحديثة ودفنها لا يشكل خطرا كبير على الصحة العامة، لقد قمنا بمراجعة دراسات تبحث في الانبعاث من المواقع وبحثنا في الآثار الصحية الناجمة عن مواقع دفن النفايات الحديثة، وخلصنا إلى أن هناك القليل من الأسباب المقلقة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في مكان قريب."

وصرح المتحدث الرسمي باسم وكالة البيئة أنه بينما تخضع كل من ايطاليا وبريطانيا لنفس قانون الاتحاد الاوروبي في مكبات النفايات فإن بريطانيا وضعت لوائح اضافية للحد من التلوث، وقال " لا يوجد مقارنة بين نتائج البحوث الإيطالية وبريطانيا بسبب الاختلافات في المعايير التنظيمية، ففي انكلترا وضعنا شروطا صارمة على الانبعاثات التي يجب على المشغلين الالتزام بها لحماية الناس والبيئة.

وحذر المدير التنفيذي لصندوق مراقبة التلوث البيئي الدكتور مايكل ارهرست أن لتخفيضات في الميزانية في وكالة البيئة يمكن أن تترك الناس الذين يعيشون بالقرب من المواقع عرضة للخطر، وتابع " علينا أن نبتعد عن العيش قدر الامكان عن مكب النفايات، ويمكن أن تؤدي تقليصات ميزانية هيئة البيئة الى عدم وجود السيطرة الكافية على هذه المواقع بالشكل الصحيح."