دراسة تكشف أن الوظيفة السيئة في العشرينيات تؤثر على الصحة مستقبلًا

يتعرّض العاملون في خدمة العملاء "كول سنتر" الى لسيل جارف من الإساءات من العملاء والمدراء على حد سواء، وإن كان هناك من يكافح للتوافق مع متطلبات العمل، ويحصلون على نقطة افضل في إطار الرضا الوظيفي، إلا أنهم مثل الكثيرون يجدون أنه من الصعب الحصول على عمل يستمتعون بممارسته وحبّه.

وأظهرت دراسة جديدة أن الحصول على وظيفة سيئة في بداية حياتك العملية، لها تأثير على صحتك في حياتك فيما بعد، وتوصل العلماء إلى أن البالغين الذين لديهم رضا وظيفي منخفض في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والنوم المتقطع، كما أنه من المرجح معانتهم من آلام في الظهر ونزلات البرد نتيجة لاستنزافهم في العمل خلال فترة الشباب، واستخدم في ذلك العلماء من جماعة ولاية أوهايو بيانات 6,432 بالغ وفحصوا رضاهم الوظيفي بين عامي 25 إلى 39، وطلب من المشاركين تقييم درجة الرضا الوظيفي، بدرجات من 1 إلى 4، وتم تقسيمهم إلى 4 مجموعات بناءً على درجة رضائهم: قليل في المطلق، مرتفع في المطلق، رضاء منخفض، رضاء مرتفع، حوالي  45% منهم كانت درجة الرضا الوظيفي منخفضة، بينما 23% تسير نحو الانخفاض عما كانوا عليه في بداية حياتهم العملية، وحوالي 15% سعداء في عملهم، وهناك 17% يرتفع مستوى الرضا الوظيفي لديهم.

وقارن العلماء بين السعداء في عملهم، وغيرهم من المجموعات الأخرى، وتتأثر الصحة الذهنية بشعور الأفراد إزاء عملهم، وأكد قائد فريق البحث هيو زينغ أن النتائج أظهرت أهمية البدايات المهنية على حياة الناس، وأضاف "لست مضطرا أن ترى انعكاس رضائك الوظيفي على صحتك في نهاية مسيرة المهنية، ولكن لاحظ بشكل خاص صحتك الذهنية"، مشيرًا الى أن "المستويات المرتفعة لمشاكل الصحة الصحة الذهنية لهؤلاء الذين يشعرون برضاء وظيفي منخفض، مؤشر على المشاكل الصحية البدنية في المستقبل، زيادة القلق والاكتئاب يمكن أن تؤدي لمشاكل صحية على القلب والأوعية الدموية أو مشاكل أخرى لن تظهر إلا في سن أكبر.

وسجل الأشخاص في مجموعة الرضا الوظيفي المنخفض خلال حياتهم العملية الأولى، أسوء وضع في المشاكل الصحية الذهنية موضع الدراسة، فقد سجلوا مستويات أعلى في الاكتئاب ومشاكل النوم والقلق البالغ، وتم تشخيص وجود مشاكل عاطفية محتملة يعانون منها، كما سجلوا أقل مستوى في اختبار الصحة الذهنية العامة، وهؤلاء الأشخاص الذين بدأوا حياتهم المهنية في رضى وظيفي مرتفع ثم أخذ في الهبوط، أكثر عرضه للنوم المضطرب، وبالمقارنة بما سبق، لم يسجل الأشخاص الذين بدأوا عملهم  في رضى وظيفي منخفض ثم ارتفع، أي مشاكل صحية، وفيما يخص المشاكل البدنية، فهؤلاء من مجموعة الرضا الوظيفي المنخفض وهؤلاء الذين أنخفض رضاهم أبلغوا عن نزلات برد وآلام بالظهر.