لندن - ماريا طبراني
اعترف ثلث الأشخاص تقريبا بمعاناتهم من سلس الإجهاد بعد الدخول في نوبة ضحك، سواء كانوا رجالا أو نساء، وتعد هذه المسألة الصحية محرجة وغير مرغوب فيها وخاصة عند العديد من النساء، وتؤثر مشكلة "سلس البول" على كلا الجنسين و لكنها أكثر شيوعا في النساء بعد الولادة، وهي تحدث نتيجة تسرب بعض قطرات البول في بعض الأحيان بسبب الضغط الناتج على المثانة من السعال أو الضحك، وحسب الاستطلاع ، الذي شمل 2096 شخصا من البالغين، اعترف نحو 35% منهم أن "الضحك يسبب لهم سلاسة البول".
ويعاني غالبية المبحوثين من الأعراض في صمت، فيما قال نصفهم تقريبا أنهم سيكونون محرجين للغاية من رؤية طبيب للحديث عن هذه الأعراض، ووجدت الدراسة، التي أجريت بتكليف من شركة الأجهزة الطبية (كولوبلاست) في بريطانيا، أن 47% منهم يشعرون أيضا بـ"عدم الراحة" من التحدث إلى أحبائهم حول مشكلة سلس البول.
وسلط مدير الشركة دنكان واتسون، الضوء على وصمة العار الاجتماعية المستمرة المرفقة مع هذه الحالة. وقال: "من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير يتعين فعله لإزالة وصمة عار عن مرض سلس البول، وأضاف: "ففي الوقت الذي يتحدث كثير من مننا عن تبليل أنفسهم عندما يضحكون، فإننا نجد أن الأمر ليس مضحكا بالنسبة لكثير من الناس"، وتابع:"سلس البول يمكن أن يمنع الناس من حضور المناسبات الاجتماعية ما يؤدي إلي ترك الناس للمدرسة أو العمل، فالحديث عن سلس البول يمكن أن يساعد في إنقاذ مال جهاز الخدمات الصحية البريطانية وتحسين حياة الناس، فلا أحد يحتاج للمعاناة في صمت"، ومع ارتفاع مستويات الشيخوخة والسمنة بين السكان، اللذان يعدان من العوامل الرئيسية للمشكلة، فإن 18 مليون ينفقهم التأمين الصحي على هذه الحالات كل عام.
وأكدت طبيبة جراحة المسالك البولية في جامعة كلية لندن تامسين جرينويل، إن الحالة يمكن أن تؤدي إلى شعور الأشخاص بالعزلة تماما والتقوقع في البيوت. وأضاف:"بعض المرضى تغرق نفسها في الديون لأنها تحتاج الكثير من وسادات سلس البول في اليوم، إذ أن السوق الخاص لمنصات سلس البول يتكلف 750 مليون استرليني في السنة، وقالت غرينويل: "من الصعب بالنسبة للعديد من المرضى إيجاد هذه المنتجات، فيما يكافح نظام التأمين الصحي للتعامل مع هذه الحالة، كما أن تكلفة وسادات سلس البول ضخمة، فمريضة واحدة أفلست تقريبا لأنها اضطر إلى شراء العديد من الوسادات منذ أن قرر نظام التأمين الصحي توفير من 2 إلي 4 في اليوم فقط". وأضافت: "أتذكر رؤية مريضة أخرى انهارت حياتها برماتها وتدهورت علاقاتها، فلم تكن تستطيع أن تعمل، وإنني إذا لم أستطيع أن أوظفها، فإنها لا تريد أن تعيش"، و هناك ما يقدر بنحو 6 ملايين شخص يعانون من سلس البول في بريطانيا، وتعتقد غرينويل إن الرقم الحقيقي لعدد المصابين يصل تقريبا ضعف هذا العدد، في ظل استمرار كثير من الأشخاص رفض التحدث للطبيب حول ذلك لشعورهم بالحرج،
وأوضحت غرينويل : " من المهم جدا الحصول على المساعدة في وقت مبكر، إذ أن تمارين قارع الحوض وتدريب العضلات تعطي نتائج جيدة، لنحو 60 ، و 65 % الذين يعانون من سلس البول، ولكن سلس البول ليس أمرا جذبا ومعظم الناس لا يريدون أن يعترفوا بوجوده، فمن المثير للاهتمام أن الناس تكون سعيدة للحديث عن ياتهم الجنسية دون الحديث عن معاناتهم من سلس البول حتى إلي شركائهم"، وأضافت : "هذه مهزلة، وخاصة أن هناك الكثير من العلاجات المتاحة، مثل التدريب السلوكي، والعلاج الطبيعي لقاع الحوض، وكذلك العلاجات الجراحية البسية والمعقدة على حد سواء، والتي يمكن أن تكون فعالة للغاية". وتابعت: "تتراوح العلاجات بين البسيطة والمعقدة وتختلف تبعا لتفضيلات المريض، والعلاجات التي خضع لها سابقا".