دبي -صوت الإمارات
يواجه أعضاء فريق مؤسسة "دبي العطاء"، مخاطر صحية تهدد حياتهم خلال أداء مهامهم الإنسانية، أبرزها أمراض إيبولا والكوليرا والديدان المعوية، التي ظهرت في دول مشمولة ببرامج المؤسسة، إضافة إلى أن عملهم قد يكون في مناطق تشهد كوارث أو نزاعات مسلحة، لكن كل هذا لم يثنِهم عن إنجاز مهامهم.
وقضى فريق "دبي العطاء"، أوقاتاً استثنائية في مناطق خطرة، وروى أعضاء في الفريق، على رأسهم الرئيس التنفيذي لمؤسسة "دبي العطاء"، طارق القرق، مشاهد تثبت أن العمل الإنساني يتطلب أُناساً قادرين على العمل تحت أي ضغط، ومستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل رسالتهم.
وشهدت جزر زنجبار في تنزانيا، أخيراً، مؤتمراً صحافياً للإعلان عن برنامج تعليمي خاص بالطفولة المبكرة، كما رافقتهم خلال جولة ميدانية على المدارس المشمولة بالبرنامج. وفوجئ أعضاء الفريق بمجرد أن وطِئت أقدامهم أرض الجزر بتحذيرات صحية، نظراً إلى تفشي وباء الكوليرا، الأمر الذي فرض عليهم إجراءات وقائية، كانت تدفعهم إلى الابتعاد عن لمس المرافق العامة، وعدم الاقتراب من المياه والأغذية المتداولة.
ورغم تفشّي الكوليرا وإغلاق معظم المدارس أبوابها، إلا أن الفريق أصرّ على تنفيذ جولته في عدد من المدارس، وأنجز مهمته من دون تردد، رغم ما واجهه من جهد شاق في الوصول إلى الأماكن المستهدفة، التي لا يمكن الوصول إلى بعضها إلا بحراً أو جواً، واستغرق التنقل بين المدارس عشرات الساعات.
الرئيس التنفيذي للمؤسسة، طارق القرق، قال إن المؤسسة أدركت أن التعليم الجيد مرتبط بشكل أساسي بالصحة السليمة، لذا بادرت المؤسسة ضمن برامجها بتنفيذ إجراءات تضمن توفير بيئة تعليمية ذات مناخ صحي في الدول المستهدفة، ترتكز على توفير الغذاء الصحي والمياه النظيفة.
وكان لفريق "دبي العطاء" نصيب من تقديم العون للمتضررين من الزلزال الذي وقع في جزيرة هاييتي عام 2010، وشرّد آلاف السكان، وأدى إلى انتشار أمراض وبائية، وقد واجه الفريق هذه الأزمة ببرامج صحية، ومدّ يد المساعدة للمتضررين.
وعلى مدار تسع سنوات، اعتبرت المخاطر الأمنية إحدى أبرز المشكلات التي واجهها فريق "دبي العطاء" خلال مسيرته، حيث واجه اضطرابات في دول شهدت نزاعات وحروباً، أدت إلى تغيّر في الأوضاع الاجتماعية، الأمر الذي استدعى مزيداً من الحذر خلال أداء مهمته، كذلك تنتشر في بعض الدول التي تستهدفها المؤسسة جماعات مسلحة وقطّاع طرق، الأمر الذي واجهه الفريق بإجراءات استثنائية، منها اختيار طرق آمنة رغم طول مسافاتها، واختيار الأوقات المناسبة لزيارة المدارس، فضلاً عن الوجود في أماكن الإقامة في أوقات محددة، وعدم الخروج منها في الأوقات الخطرة.