النقص الهرموني بـ"مشيمة" الأم

أوجدت دراسة أمريكية حديثة علاقة جديدة لأول مرة بين مشيمة الأم ونمو دماغ المولود وسلوكياته المستقبلية، حيث تركز الدراسات التي تتناول الأمراض المؤثرة على نمو الدماغ، منها التوحد، على عوامل وراثية وبيئية، ولكن الدراسة الجديدة التي عرض ملخصها مؤخرا في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب في شيكاجو بأمريكا، أوجدت علاقة جديدة لأول مرة بين المشيمة ونمو الدماغ.

وكشفت الدراسة التي أجراها أطباء بمستشفى الأطفال الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن أن "الوبيجنانولون"، وهو أحد الهرمونات العديدة التي تنتجها المشيمة أثناء الحمل يعد ضروريا لنمو دماغ الجنين الطبيعي وأنه عندما ينخفض توفير هذا الهرمون أو يتوقف فجأة - كما يحدث مع الولادة المبكرة - يكون النسل أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.

وتقول دكتورة كلير ماري فاشير، من مستشفى الأطفال الوطني والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشر، الخميس، على الموقع الإلكتروني للمستشفى: "على حد علمنا، لم يدرس أي فريق بحثي آخر كيفية تأثير هرمون الوبيجنانولون بالمشيمة في نمو الدماغ والسلوكيات طويلة الأجل".

وتوصلت دراستنا إلى أن فقدان أو ضعف هرمون الوبيجنانولون بالمشيمة يؤدي إلى تغييرات هيكلية طويلة المدى للمخيخ، وهي منطقة دماغية ضرورية للتنسيق الحركي والتوازن والإدراك الاجتماعي، وتزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد.  

ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأمريكا، يولد نحو 1 من بين كل 10 أطفال قبل الأوان، ويصاب 1 من بين كل 59 طفلا باضطراب التوحد.

وتشير الدراسات إلى ارتفاع إنتاج هرمون "الوبيجنانولون" بالمشيمة في الثلث الثاني من الحمل، ولاستكشاف ما يحدث عندما تتعطل إمداداته، أنشأ فريق بحثي نموذجا من فئران التجارب حذفوا فيه جينا أساسيا يسهم في تخليق الهرمون، وعندما انخفض إنتاجه في المشيمة بالنماذج التجريبية كان للنسل تغيرات دائمة في النمو العصبي والسلوكي.

وتقول فاشير: "من المنظور الهيكلي ظهرت التشوهات الدماغية الأكثر وضوحا في المادة البيضاء للمخيخ، لقد وجدنا زيادة في سماكة المايلين، وهي طبقة عازلة غنية بالدهون تحمي ألياف الأعصاب، ومن منظور سلوكي ظهر بشكل مفاجئ سلوك متكرر وعجز اجتماعي، وهما من السمات المميزة للبشر الذين يعانون من اضطراب التوحد".

والجانب الإيجابي في الدراسة، كما تؤكد فاشير، هو أن توفير حقنة واحدة من هرمون "الوبيجنانولون" أثناء الحمل، كانت كافية لتجنب كل من التشوهات المخيخية والسلوكيات الاجتماعية الشاذة في النماذج التجريبية.

قد يهمك ايضا

اكتشاف مذهل يحمل الأمل لعلاج "ألزهايمر" بوقف تراكم البروتين السام في الدماغ