واشنطن ـ رولا عيسى
يُمكن أن يقلل النشاط البدني، بما في ذلك المشي، إلى حد كبير من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي، وهو ما تتفق معه النتائج العلمية الجديدة، في جزء منه، حيث يساهم النشاط البدني في تغيير كيفية تعامل جسم المرأة مع هرمون الإستروجين، وأفادت الأدلة المتراكمة لبعض الوقت أن التمارين البدنية تقلل من خطر الإصابة بأنواع عدّة من السرطان، بما في ذلك الأورام الخبيثة في الثدي، لكن الآليات الفسيولوجية المشاركة
لم يتم توصيفها بشكل جيد، كما لم يتوصل العلماء بعد إلى أنواع وكمية ممارسة التمارين التي توفر الحماية الأكيدة من الإصابة بالسرطان. .وفي أحدث وأكبر دراسة تم نشرها على الإنترنت، الأسبوع الماضي، في موقع "وباء السرطان وعلاماته والوقاية منه Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention"، بدأ الباحثون من خلال برنامج أبحاث علم الأوبئة في جمعية السرطان الأميركية باللجوء إلى الكميات الهائلة من البيانات التي تحتفظ بها جمعية السرطان.وتتضمن قاعدة البيانات المعلومات الصحية والطبية المفصلة لأكثر من 73،600 سيدة بعد سن اليأس، تتراوح اعمارهن 50-73 عامًا، من تم تسجيلهن في هذه الدراسة في اوائل التسعينات، ولما يقرب من عقدين من الزمن، تم العمل على استكمال ومتابعة الاستبيانات كل عامين.وتضمن الاستبيانات سؤالاً من بين أسئلة عدة أخرى، بهدف الحصول على وصف مفصل لكيفية قضاء النساء أوقات فراغهن، وعما إذا كُنّ يمارسْن التمارين الرياضية وكيف، وجاءت النتائج أن حوالي 9 في المائة صرحن أنهن لا يمارسن التمارين الرياضية أبدًا، وهناك عدد قليل قلن إنهن مارسن التمرينات الرياضية بنشاط وكثير من الأحيان، ولا سيما الجري والسباحة أو لعب التنس الفردي.
ولكن معظمهن كن يمشين عادة بسرعة لطيفة، حيث تسير حوالي 3 أميال في الساعة.
وذكَرَ ما يقرُب من نصف المجموعة أن هذا المشي كان الشكل الوحيد لممارسة الرياضة، وعلى مدار فترة الدراسة سجلت 4،760 من السيدات تطورًا وتقدمًا في سرطان الثدي.
ووجد الباحثون أن النساء التي كانت تمشي سبع ساعات على الأقل في الأسبوع، أي ساعة في اليوم، سجلوا 14% أقل من خطر الإصابة بسرطان الثدي من اللاتي كانت تمشي أقل من ثلاث ساعات في الأسبوع، وانخفاض كبير في مخاطر الإصابة.
وفي الوقت نفسه، فإن العدد القليل من السيدات الأكثر نشاطًا، والتي يتعرقن بقوة لمدة تصل إلى 10 ساعات كل أسبوع، وجد أن لهذا فائدة أكبر، حيث يقل لديهن مخاطر الإصابة بنسبة 25٪ من سرطان الثدي المتنامي أكثر من السيدات اللاتي تمارسن نشاطًا أقل".
وأكَّدَت العالمة الكبيرة في مجال الأوبئة مع جمعية السرطان الأميركية ومؤلفة الدراسة ألبا في باتيل، "نعتقد أن هذه النتائج مشجعة للغاية"، وأكدت "المشي وسيلة سهلة، نوع من التمارين الرياضية غير المكلفة، ويمكن لأي فرد أن يمارس رياضة المشي، وهذه الفئة من النساء بعد سن اليأس، قدمت انخفاضًا كبيرًا للغاية في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي".
وآخر دراسة مثيرة للاهتمام التي بحثت الوضع لدى السيدات الأصغر سنًا، التي نُشرت في أيار/ مايو في المكان ذاته، تساعد على توضيح كيف أن ممارسة التمارين الرياضية يساهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومن أجل هذه التجربة قسم العلماء من مدرسة الصحة العامة في جامعة مينيسوتا المئات من السيدات اللاتي تجلسن وتنعمن بالراحة، والنساء قبل انقطاع الطمث إلى مجموعتين.
وظلت المجموعة الواحدة التي تجلس كما هي، في حين بدأ الفريق الثاني في ممارسة تمارين معتدلة مثل برامج الأيروبيكس التي استمرت خمس مرات في الأسبوع لمدة 16 أسبوعًا.
وفي بداية ونهاية الأشهر الأربعة، جمع الباحثون البول واختبروه من أجل تحديد مستويات هرمون الإستروجين وهرمون الإستروجين مختلف نواتج الأيض، والمواد التي تتشكل حينما يتم تكسر هرمون الإستروجين في الجسم.
ووجدت دراسات سابقة أن وجود نسبة معيّنة من هذه المركبات في بول المرأة يشير إلى وجود خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي خلال حياتها.