واشنطن ـ عادل سلامة
أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الحليب أثناء الحمل أكثر عرضة لأن يكونوا أطول في سن المراهقة من الأطفال الآخرين، وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الفوائد التي تظهر في المراحل الأولى من الحياة امتدّت لسنوات لاحقة.
ووجد فريق من العلماء الذين تعقبوا الأطفال
الذين وُلدوا في أواخر الثمانينات أن نسبة طولهم خلال فترة المراهقة مرتبطة بكمّ الحليب الذي تناولته أمهاتهم في فترة الحمل.
وعلى الرغم من أنه كان يُعتقد أن كمية الحليب التي تتناولها الأم تعزّز نمو الأطفال حديثي الولادة، إلا أن هناك أبحاثًا تشير إلى فوائد جيدة أيضًا في مرحلة البلوغ.
وأراد خبراء التغذية من أيسلندا والدنمارك والولايات المتحدة معرفة ما إذا كانت الفوائد التي تظهر في المراحل الأولى من الحياة امتدّت لسنوات لاحقة.
وتابع الباحثون 809 أطفال لنساء في الدنمارك في العام 1988 و 1989، ورصد كمية الحليب التي تناولتها الأم أثناء الحمل.
وتم قياس وزن وطول الرُّضَّع لحظة الميلاد، ومتابعتهم مرة أخرى في وقت لاحق، بعد ما يقرُب من 20 عامًا.
وبيَّنت النتائج، التي نشرت في "المجلة الأوروبية للتغذية السريرية" أن المراهقين من كلا الجنسين كانوا أطول عمومًا من زملائهم، وذلك بفضل تناول أمهاتهم ربع لتر من الحليب، يوميًا، خلال فترة الحمل.
وأشارت النتائج إلى أنه في أواخر سن المراهقة يصبح لديهم أيضًا مستويات أعلى من الأنسولين في مجرى الدم، مما يشير إلى أنهم كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وفي تقرير عن النتائج قال الباحثون: "تناول الأم للحليب قد يكون له أثر هائل في تعزيز النمو من حيث الوزن والطول عند الولادة".
وأضاف التقرير: "هذه النتائج تقدم أيضًا بعض الاقتراحات عن أن هذا التأثير قد يستمر لسنّ البلوغ المبكر".
وفي وقت سابق من هذا العام وجد علماء بريطانيون أن النساء الحوامل يمكنهن أن يُعزّزن ذكاء أطفالهن عن طريق شرب المزيد من الحليب لأنه غنيّ باليود.
وبحثوا في أكثر من ألف امرأة حامل ووجدوا أن من تناولنَ كميات أقلّ من اليود الموجود في منتجات الألبان الأخرى والأسماك كانوا أكثر عرضة لإنجاب أطفالٍ نِسَبُ ذكائهم وقدراتهم على القراءة أقل.
ويعتبر اليود عنصرًا ضروريًا لإنتاج الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية، والذي له تأثير مباشر على تطوّر دماغ الجنين.