ضحايا الكوليرا في اليمن

أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الإثنين أن أكثر من نصف مليون شخص في اليمن أصيبوا بالكوليرا منذ بدء الوباء قبل أربعة أشهر، مشيرة إلى أن المرض حصد أرواح 1975 شخصا. وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من خمسة آلاف إصابة جديدة بالفيروس، الذي ينتقل عبر الماء، تسجل يوميا في الدولة التي انهار نظامها الصحي بعد أكثر من عامين من الحرب. وقالت المنظمة في بيان اليوم الاثنين إن "العدد الإجمالي لحالات الكوليرا المشتبه بها في اليمن هذا العام بلغ نصف مليون يوم، الأحد، كما توفي نحو ألفي شخص منذ بدأ الوباء ينتشر بسرعة في نهاية أبريل/نيسان".

وأضافت أن "انتشار الكوليرا تباطأ على نحو ملحوظ في بعض المناطق مقارنة بأعلى المستويات المسجلة لكن المرض ينتشر بسرعة في المناطق التي أصيبت به أخيرا، وتسجل أعدادا كبيرة من الحالات" وأوضحت أن هناك 503484 حالة في المجمل. ويمكن للمرض أن يودي بحياة المصاب في غضون ساعات إذا لم يتلقَ العلاج اللازم. و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون على نحو أكبر للإصابة.

هذا وقد رفعت الأمم المتحدة موازنة خطة الاستجابة الإنسانية لمواجهة الأزمة في اليمن، بنسبة 13% إلى 2.37 مليار دولار أميركي. وبحسب معطيات تقرير حديث، صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن خطة الاستجابة تسعى للوصول إلى 12 مليون شخص، ستقدم لهم خدمات إنقاذ الأرواح والحماية. وأشار التقرير إلى أن الزيادة الجديدة في موازنة خطة الاستجابة الإنسانية، تأتي بسبب تفشي وباء الكوليرا الذي تطلب زيادة الأموال لمكافحته. وزادت حاجة التمويل في خطة الاستجابة بمبلغ 271 مليون و127 ألف و909 دولار، منها 254 مليون و53 ألف و700 دولار ضمن خطة الاستجابة المتكاملة للكوليرا.

وحتى التاسع من يوليو/تموز الماضي، كانت موازنة الأمم المتحدة المطلوبة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن 2.1 مليار دولار، قالت إنها حصلت منها على 688.4 مليون دولار، بنسبة تمويل 33% من الخطة كاملة. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ثم بريطانيا والمفوضية الأوروبية جاءت على رأس الدول التي مولت خطة الاستجابة.

وجاءت المملكة العربية السعودية ثم الإمارات وبريطانيا، على رأس الدول التي قدمت تمويلات خارج خطة الاستجابة التابعة للأمم المتحدة بما قيمته 290 مليون دولار. وتشير إحصاءات الأمم المتحدة، إلى أن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية في اليمن، وصل حاليا إلى 20.7 مليون شخص، فيما يحتاج نحو 9.8 ملايين شخص لمساعدات منقذة للأرواح. وبلغ عدد سكان اليمن حسب آخر إحصائية حكومية أجريت في 2004، نحو 19.7 مليون نسمة، بينما تشير الأمم المتحدة إلى أن الإحصائية بلغت 27.4 مليون نسمة العام الجاري، استنادا إلى معدل النمو السكاني وإحصاءات غير رسمية.