لندن - سليم كرم
بيّنت دراسة حديثة أنه يمكن للسكر ومستويات الحمض الموجودة في كل من الآيس كريم والكوكتيل وعصير التفاح أن تسبّب ضرراً في أسنان الإنسان. وأشارت الدراسة إلى أن هناك أموراً بسيطة يمكن القيام بها للتمتّع بالطعام والحلوى والحفاظ على الأسنان واللثة بطريقة صحّية في الوقت نفسه.
وقدَّم المدير الطبي في "إلفين" الخاصة بطب الأسنان ومقرّها لندن، الدكتور سمير باتل، نصائح الخبراء, حيث أوضح أن الكوكتيلات المعتمدة على الفواكه، مثل المرغريتا المليئة بالسكر والجلوكوز، تمنحها النكهات الحلوة والمظهر الفاتح للشهية, وبيّن أن هذا النوع من السكر يتفاعل مع البكتيريا عن طريق الفم وينتج عنه حمضًا يضرّ بالمينا الحسّاسة في الأسنان, مع الأحماض الإضافية مثل الفحمية والحمضيات التي تخفض بشكل كبير من تركيز المينا الطبيعية إلى مستويات ضارة.
ونصح الطبيب بشرب كوب من الماء, بعد كل كوكتيل، للمساعدة في شطف السكريات الضارة و تقليل الضرر. وأضاف, "إذا تزيّن كوب الكوكتيل بالفواكه الزخرفية الحلوة، يجب تجنب عملية مصّها"، موضحاً أنه يشجّع من تناول سكريات الثمار الطبيعية على زيادة مهاجمة طبقة المينا الخارجية للأسنان, مضيفا أن منتجات الألبان مثل الآيس كريم تحتوي على الكالسيوم الذي يعدّ من المعادن الأساسية لأسنان قوية وصحّية، وأن غالبا ما تغيب تلك الميزة أمام الآثار الضارّة للسكر المفرط الذي يستخدم لتعزيز النكهة الحلوة. وأشار إلى أن إضافة العصائر السكرية والصلصات تكثف كذلك من تدمير المينا الصحية، ويمكن أن تسبّب تسوس الأسنان وتراكم البلاك بين الأسنان, ولفت إلى أن وجود الكثير من الترسّبات في شقوق الأسنان يسبب مشاكل في وقت لاحق في الحياة مثل أمراض اللثة.
وأوصى باستخدام غسول الفم الغني بالفلوريد بعد تناول الآيس كريم، وبتجنب السكر الإضافي الذي يشغل الصلصات والعصائر. ولفت الطبيب إلى أنه يمكن لمشروب الفرابتشينو المثلج أن يحتوي على ما يصل إلى 102 غرام من السكر، أي ما يعادل شرب لتر كامل من المشروبات الغازية في جلسة واحدة, مشيرًا أن هذه المشروبات المثلجة تبدو جذابة، لكن تناولها يعرّض الإنسان لاستهلاك ضعف كمية السكر المسموح بها يومياً في خلال دقائق, ونوه إلى أن المحتوى العالي للسكر يفسد السطح الخارجي للأسنان، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسوّسها وكشف الطبقات الداخلية للأسنان،
التي يمكن أن تسبب حساسية مؤلمة. وبيّن أن رشفة قهوة إضافية من هذه الأنواع من المشروبات يمكن أن تؤدي أيضا إلى تلطيخ الأسنان, وأضاف, "لكن إذا كان لا بد من تناول تلك المشروبات، فيجب أن نحاول تجنب تنظيف الأسنان مباشرة بعد ذلك، لأن محتوى الحمض يخفف موقتا من مينا الأسنان، ولكن نحاول شطف الفم بالماء للمساعدة في تخفيف السكريات".
وشدَّد الدكتور باتل على ضرورة مضغ العلكة الخالية من السكر بعد شرب الفرابتشينو، وأوضح أنها المسؤولة عن إنتاج الفم للعاب الزائد، وبالتالي تعمل كحاجز قوي للمساعدة في منع تسوّس الأسنان. وأوضح أن معظم المقاهي تقدّم الإصدارات الأخف وزناً من المشروبات المميزة لها، بعد أن تقتطع محتوى السكر بنحو الثلث، وتساءل, "لماذا لا نختار واحدة من هذه؟". وأشار إلى أن اللبن ( الزبادي) المجمّد هو فرصة لأولئك الذين يريدون الحفاظ على نظامهم الغذائي، في حين لا يزال بإمكانهم الحفاظ على أسنانهم. ولفت إلى أن الكثير من الناس بمجرد أن يقرأوا كلمة لبن ( زبادي) يفترضون أنها وجبة خفيفة صحّية في فصل الصيف، والحقيقة هي أن معظم اللبن ( الزبادي) المجمد يحتوي على مواد التحلية الاصطناعية والمواد الحافظة التي يمكن أن تسبب ضررًا كبيرا لصحة الفم والجسد. وأضاف أن إضافة العصائر والحلويات والشوكولاتة الى اللبن ( الزبادي) المجمّد تسبّب أيضاً في زيادة محتوى السكر بشكل كبير, وشرح قائلا: "لذلك لم يكن مفاجئًا أن متوسط كمية السكر في اللبن الزبادي المجمد حوالي 22 غرامًا لكل حصة". ولفت إلى أن الزبادي المجمّد بمثابة علاج في بعض الأحيان، كما أنه يقترح التمسك بطبقة الفاكهة بدلا من الحلويات وأعشاب من الفصيلة الخبازية الاصطناعية على اللبن ( الزبادي) لتقليل كمية السكر الاصطناعية التي يتم استهلاكها. وأضاف, "يجب أن نعرف أنه قبل تناول عصير التفاح في يوم صيفي حار، علينا التذكر أن كوب واحد من عصير التفاح والفاكهة يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى خمسة ملاعق صغيرة من السكر، أعلى بكثير من تلك الموجودة في مشروبيّ النبيذ والبيرة".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أخيراً أن ما لا يزيد عن 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية للفرد يجب أن تأتي من السكر. ويوصي العديد من الخبراء بأن إجمالي استهلاك السكر اليومي للكبار يجب أن يكون فقط 6 ملاعق، ملعقة صغيرة واحدة فقط أكثر من متوسط كمية السكر في عصير التفاح والفاكهة. ولتقليل الضرر، ينصح باستخدام شفاطة السوائل أو الشاليموه عند شرب كمية من عصير التفاح والفاكهة لتجنب ضرب السائل السكري للأسنان بشكل مباشر, وأوضحوا أن الحدّ من التعرّض لهذه المشروبات الحمضية يمكن أن يكون مفيدًا لصحة الفم والأسنان.
يُذكر أنَّ الدراسة نصحت بأن لا يرتشف الأفراد العصير المزود بكميات السكر على مدى فترة طويلة من الزمن، موضحة أن عليهم كشف أسنانهم لهجوم الأحماض لمدة 20 دقيقة قبل أن يبدأ اللعاب في تحييد ذلك.