واشنطن - يوسف مكي
يعاني بعض السباحين من حكة جلدية بعد السباحة ببضع دقائق والتي تتحول خلال بضع ساعات الى بقع حمراء قبيحة تغطي الذراعين والساقين والبطن والصدر، وتسمى هذه بحكة السباحين أو التهاب الجلد بسبب المذنبات والذي يسببه طفيل تنقله بعض الطيور القواقع في المياه العذبة وتسبب الطفح الجلدي.
ويظهر الطفح الجلدي لدى البعض بعد السباحة في المسابح المائية العامة أو الالعاب المائية مثل هايد بارك في لندن، والبعض الآخر يصاب بسبب السباحة في البحيرات والأنهار والبحار، ولا يعتبر هذا الطفح الجلدي خطير أو معدي ويذهب بعد بضع ليال بفضل كريم الستيرويد, وأصبحت السباحة البرية في البحيرات والأنهار والبحار شعبية بشكل متزايد ويقول المدافعون عنها انها تساعد في تهدئة الام العضلات وتعزز جهاز المناعة وتخفف من الاكتئاب بحيث لا تستطيع البرك المعالجة بالكلور أن تفعلها، ولكن حتى هذه المسطحات لا تخلو من المخاطر, وتعتبر اكبر المخاطر مع السباحة في المياه العذبة البرية بسبب برودة المياه العميقة، فمع بداية الصيف تكون المياه تحت السطحية باردة جدا لان الأنهار لا تحرك الماء بالطريقة التي تضمن توزيع درجة الحرارة عليه، وتؤدي برودة المياه الى صدمات باردة يختارها الناس من خلال تنفسهم السريع بعض التعرض للماء بشكل مفاجئ، ويمكن أن تؤدي الى السكتات القلبية لدى الأشخاص المرضى.
وأوضحت المتحدثة باسم جمعية السباحة في الهواء الطلق لين روبر, "حتى أمهر السباحين يمكن ان يتعرضوا للخطر بسبب السباحة في البحيرات فبرودة الماء تضعف الأذرع والأرجل وتعرضهم للخطر."
وسيفعل الجسم كل ما في وسعه للحفاظ على درجة حرارته اذا انخفضت كثيرا، من بينها عدم ايصال الدم أو الاكسجين الى العضلات، ويمكن الخطر الثاني في الطحالب الخضراء التي تحمل الكثير من الطفيليات والتي تسبب طفح جلدي أو حساسية في العيون، ويقترح الأطباء في هذه الحالة غسل الجلد المصاب وتناول مضادات الهيستامين والسعي الى المشورة الطبيعة.
ويمكن أن تحتوي البحيرات العذبة على البكتيريا مثل كولاي ونوروفيروس والتي تسبب التقيؤ والاسهال، ويوضح استاذ حماية الصحة في جامعة ايست انغيلا بول هنتر " ويكمن الخطر الاكبر في المسطحات المائية البرية بالقرب من أماكن تدفق مياه الصرف الصحي."
وتؤدي السباحة في القنوات أو الانهار الى مرض ويل أو داء اللولبية النحيفة وهو عدوى بكتيرية تنتشر عن طريق بول الفئران ولا سيما في المياه الراكدة أو الانهار البطيئة في المناطق الحضرية حيث عدد الفئران مرتفع، ويمكن أن ينتشر في البحيرات، وينتقل الى جسم الانسان عن طريق ابتلاع المياه الملوثة أو عن طريق جرح في مجرى الدم، وبالتالي يحب تغطية أي جرح بمادة مضادة للمياه قبل النزول الى الماء.
وتوصي هيئة الصحة البريطانية بعدم السباحة في القنوات الكبرى على الاطلاق، وتكمن أعراض مرض ويل في ارتفاع درجة الحرارة والقيء والصداع والتورم والرعشة والتعب، ويعاني واحد من بين عشرة مرضى من التهاب حاد يؤثر أحيانا على الكبد، ويمكن معالجته بالمضادات الحيوية.
وتسبب السباحة في البحر الى التعرض لقنديل البحر الذي تسببه لسعته طفح جلدي ليس خطير ولكنه مع ذلك يسبب الألم ويمكن معالجته بوضع كيس من الثلج لتخفيف الالم أو الالتهاب، أو غسل المنطقة المصابة بمياه البحر أو بالخل الذي يبطل التفاعل الكيميائية لسم القنديل.
ولا تعتبر قناديل البحر الأسماك اللاذعة الوحيدة في البحر فالأسماك الغيرة التي تدفن نفسها في الرمال على حافة المياه لديها عمود فقري وخياشيم سامة يمكن أن تسبب لدغتها الألم، ويحسن الحظ فان نقع المكان المصاب في الماء الساخن يخفف الالم.
ويمكن أن يؤدي انكسار العمود الفقري للسمكة تحت قدم الانسان الى التسبب بعدو ويجب مراجعة المستشفى عندها، وعلى الرغم من المخاطر فكلما سبح الانسان في الهواء الطلق فان مناعته ضد المخاطر تتراجع.