واشنطن - رولا عيسى
أصبحت مستويات التوتر أعلى من أي وقت مضى في الحياة العصرية بسبب ضغوط العمل والضغوط العائلية، ويعرف أن النساء معرضات للقلق أكثر من الرجال بمقدار الضعف وفقا لأحد أبحاث أجرتها جامعة كامبريدج مؤخّرًا، ويمكن لإضرابات القلق أن تكون متعبة وتخلف ورائها الخوف والتوتر، ويمكن أيضا أن تضر بالعلاقات والصداقات والمهن، ويستطيع بعض الناس اخفاء أعراض القلق لديهم بطريقة جيدة والتعامل مع الحياة اليومية، ولكن البعض الأخر يترك لها القدرة للسيطرة عليه وعلى حياته.
ووجد هذا الشهر تقرير جديد صادر عن مكتب الاحصاءات الوطنية البريطانية أن النساء أكثر عرضة لنوبات القلق، ويقدم اليوم أخصائي ادارة القلق والتنويم الايحائي دان ريغان مجموعة من نصائحه للتغلب على القلق والتوتر.
وينصح الأخصائي الناس بتقليص استخدام وسائل التواصل الاجتماعية كأول نصيحة له، فيشير الى أن القلق يستطيع دائما أن يعثر على شيء يركز عليه ثم يبدأ بمليء عقل الانسان مع أسوأ السيناريوهات، ويمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تملأ العقل بالأخبار السيئة والتي سيعكسها الأخير على حياة صاحبها، وعلى الجانب الاخر فان الأشخاص الذين يشاركون حياتهم الجميلة مع الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي يسببون في شعور البعض بمدى سوء حياتهم مقارنة بحياة أولائك، لذلك فان خفض مقدار الوقت الذي يقضيه الانسان على وسائل التواصل الاجتماعي ستساعد بالتأكيد في تقليل التوتر.
وتتمثل النصيحة الثانية في ضرورة القيام بنشاط بدني، فالتوتر يمكن أن يسبب أعراض جسمية تجعل من الجسد يتخذ اجراءات عنيفة مثل القتال أو الهرب من الخطر، ويشعر الانسان في نوبات القلق بأن تنفسه أصبح أسرع ودقات قلبه أسرع وارتفعت درجة حرارته تماما كما لو أنه يمارس الرياضة، وبالتالي فان أفضل رد على هذه الاعراض هي ممارسة الرياضة بالفعل أو القيام بشيء في الخارج، فيمكن للسير مسافة عشر دقائق يوميا أن تساعد في شعور أفضل، وبدلا من التحديق في الأرض أثناء المشي على الانسان أن ينصب قامته ويتأمل في محيطه.
وتقضى النصيحة الثالثة في تقنية التنفس، فالتنفس بعمق سواء باستخدام الفم أو الأنف عبارة عن نصيحة قديمة مفيدة ويمكن للإنسان أن يحبس أنفاسه لمدة خمس ثواني ثم الزفير بينما يعد الى عشرة، ويتنفس مرة أخرى بينما يعد الى سبعة ويكرر الامر لمدة دقيقة حتى يشعر بالاسترخاء، فيشعر بعدها أن عقله بدأ يفكر بطريقة أكثر وضوحا، ويمكن لهذه الطريقة أن تساعد الانسان في تقيم الخطر وبالتالي حماية نفسه.
ودعى دان ريغان في نصيحته الرابعة الأشخاص الذين يعانون من نوبات التوتر أن يبعدوا تركيزهم قليلا عن الموترات، فالقلق يقود التفكير الى كل الكوارث والأخطاء ويمكن له أن يكون أسوأ السيناريوهات والتي تتصاعد في سوئها فلكما أطال الانسان التفكير بها تصبح اسوأ واسوأ، وبالتالي فان ابعاد التركيز عن هذه الافكار يمكن أن يكون مفيدا بالرغم من أنه تحدي حقيقي، فعلى سبيل المثال يستمر الانسان بالتفكير في حدوث الامر والقلق حوله وردة فعل الاخرين وأشياء أخرى، ولكن مع الهاء نفسه بشيء أخر فانه يعرف أن أسوأ السيناريوهات ليست بالضرورة ستحدث مما يخفف من قلقه.
ويعتقد أن البحث عن بعض المساحة العقلية مفيدا في محاربة التوتر، فالقلق يترك العقل يحارب للتفكير بشكل أكثر وضوح وهذه عملية متعبة، فعلى سبيل المثال فان الكومبيوتر يتعطل عندما تحتوي ذاكرته على الكثير من الأشياء بينما مستخدمه يصر عليه بإجراء عدة برامج في ان واحد، وبإيجاد مساحة عقلية تهدئ الدماغ مثل تصفية الذهن كل يوم لمدة عشرين دقيقة فان الشخص سيلاحظ تغيير كبيرا في حياته، وهناك العديد من الطرق لإيجاد مساحة عقلية مثل التأمل أو الاسترخاء وسماع الموسيقى، ويضمن خبير ادارة القلق للجميع أنهم سيستطيعون التغلب على نوبات القلق في حياتهم بإتباع هذه الخطوات الخمس والتخلص من الشعور بالقلق اليومي.