دبى - صوت الامارات
رصدت «البيان» خلال جولتها الميدانية في بعض أسواق الدولة أمس وأول من أمس ارتفاعاً في أسعار الكمامات الطبية ومواد التعقيم في منافذ البيع والصيدليات، على خلفية زيادة الطلب عليها في الفترة الحالية، بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا المستجد، في وقت كشفت فيه جمعية الإمارات لحماية المستهلك أن هناك تجاراً من دول مجاورة يحاولون إبرام صفقات لشراء كميات كبيرة من الكمامات ومواد التعقيم من الإمارات لتصديرها إلى بلدانهم، مؤكدة أنها لم تتلق شكاوى من مستهلكين بوجود ارتفاع في الأسعار خلال الأيام الماضية.
كما رصدت الجولة في بعض المنافذ نفاد الكمامات الطبية ومواد التعقيم من أرفف العرض في عدد من المحال التجارية والصيدليات، مقابل توافرها في بعض منافذ البيع.
وناشد مستهلكون ومديرو صيدليات بضرورة توفير الكمامات الطبية بكميات كبيرة وضبط أسعارها، حيث أصبح سوق بيعها مقتصراً على أفراد بعد قيامهم بتخزين كميات منها، نظراً لوجود نقص فيها بالدول المصدرة لها مثل الصين.
ودعا مستهلكون إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة، وتفعيل دور المتسوق السري، وتكثيف الرقابة لضبط المخالفين، وزيادة الحملات التفتيشية على منافذ البيع.
أقصى العقوبات
وتفصيلاً، أكد جمعة بلال فيروز، عضو في مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك، أن هناك تجاراً من دول مجاورة يحاولون إبرام صفقات لشراء كميات كبيرة من الكمامات ومواد التعقيم من الإمارات لتصديرها إلى بلدانهم بسبب جودة الكمامات والمعقمات الإماراتية.
وطالب فيروز الصيدليات والمحال التجارية بعدم المغالاة في أسعار الكمامات والمعقمات، مؤكداً على ضرورة تطبيق أقصى العقوبات على المخالفين.
وقال إن الجمعية لم تتلقَ خلال الأيام الماضية شكاوى من مستهلكين بوجود ارتفاع في أسعار الكمامات والمعقمات، مشيراً إلى أنه لا يوجد مبرر لرفع أسعارها.
ودعا فيروز أي مستهلك تعرض لعملية ارتفاع في أسعار الكمامات والمعقمات التواصل مع إدارة حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد أو جمعية الإمارات لحماية المستهلك لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصيدلية أو المحل المخالف.
مخزون استراتيجي
بدوره أكد الدكتور سهيل البستكي، مدير إدارة السعادة والتسويق في تعاونية الاتحاد، أن مستلزمات العناية الشخصية وخصوصاً معقمات اليدين متوفرة وبكميات تلبي احتياجات المتسوقين في فروع التعاونية.
وأوضح أن أسعار معقمات اليدين لم تشهد أي ارتفاع أو أي تغير كون ذلك يخالف سياسة التعاونية وأهدافها الاستراتيجية الرامية لبناء اقتصاد وطني مستدام وتعزيز الأمن والمخزون الغذائي.
وأضاف أن التعاونية تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة على منع التلاعب في أسعار السلع بشكل عام ومستلزمات العناية الشخصية خصوصاً، مشيراً إلى أن التعاونية تعمل ضمن خطط استراتيجية للتعامل مع هذه الظروف.
وأهاب الدكتور البستكي بالجمهور إلى عدم القلق من نقص السلع الغذائية وغير الغذائية أو مستلزمات العناية الشخصية، موضحاً أن التعاونية لديها مخزون استراتيجي من تلك المواد كما عقدت اجتماعات الشهر الماضي مع الموردين والمصانع لضمان استمرارية توافر السلع والمنتجات.
نقص الكمامات
إلى ذلك، أكد عدد من مديري الصيدليات، التقتهم «البيان» خلال جولة قامت بها في أبوظبي، نفاد مخزون الكمامات لديهم، مؤكدين أن الأفراد الذين يبيعونها يرفضون إتمام عملية البيع بفاتورة موثوقة، مشيرين إلى أن أغلبهم يعملون في الشركات الموزعة لها.
وبينوا أن أسعار الكمامات سجلت ارتفاعاً موضحين أن الكمامة تستخدم لمدة زمنية لا تزيد على 4 ساعات ومن ثم تصبح بلا فائدة أي أن الشخص الواحد يحتاج إلى استخدام 3 كمامات يومياً.
ولفت أصحاب صيدليات إلى أن المواد المعقمة مثل المطهرات والمناديل المبللة شهدت ارتفاعاً طفيفاً في أسعارها ولكنه محتمل، إذ إنه لا يتجاوز الـ3 دراهم للعبوة الواحدة، مشيرين إلى أن تعطيل المدارس والجامعات وتعليق دوام الحضانات، سيخفف من زيادة الطلب على المعقمات خلال الفترة المقبلة.
إقبال كبير
وأكد عدد من منافذ البيع والصيدليات في إمارة الفجيرة نفاد الكمامات الطبية والمعقمات من ارفف العرض خلال الأيام الثلاثة الماضية، نتيجة شراء المستهلك الواحد لعدد من العلب، مشيرين إلى أن الإقبال على شرائها تضاعف بشكل كبير جداً، موضحين أن الكمامات الطبية لم تشهد من قبل هذا الإقبال، حيث كانت تتوفر بكميات معقولة تتناسب مع احتياجاتها واستخداماتها للحماية من الروائح والغبار، إلى جانب مواد التعقيم التي كانت تستخدم في أغراض التنظيف والتعقيم.
وقال بعض المستهلكين إنهم لمسوا زيادة في أسعار الكمامات الطبية المتبقية التي وفق وصفهم باتت نادرة مما يضطرهم إلى دفع أي مبلغ لقاء شرائها لتأمين الحماية لأسرهم وأطفالهم، فيما أعرب البعض الآخر عن عدم معرفتهم للأسعار المسبقة للكمامات كونها لم تكن ضمن اهتماماتهم الاعتيادية، ولكنهم أكدوا أنهم في سبيل الوقاية مستعدون لدفع أي مبلغ للحصول على الكمامات الطبية ومواد التعقيم.
بدوره أكد قسم حماية المستهلك في بلدية الفجيرة تكثيف الحملات الرقابية على أسواق الإمارة لمراقبة أسعار الكمامات والمعقمات نتيجة الإقبال الكبير على شرائها في الفترة الحالية، في ظل ظهور فيروس كورونا، لافتاً إلى أن ارتفاع الطلب على شراء الكمامات أدى إلى وجود نقص شديد في الكمية المتوافرة في بعض الأسواق حالياً ونفادها في البعض الآخر.
وأوضح أنه تم مخاطبة الشركة المنتجة، التي وعدت بتوفير كميات كبيرة تلبي حاجة المستهلك خلال هذه الأيام، مؤكداً أن زيادة المعروض من الكمامات الطبية ومواد التعقيم سيعمل على استقرار أسعارها في الأسواق، الذي يأتي لدعم مصلحة المستهلك في البلاد.
إنذار صيدلية بعجمان
وأنذرت منطقة عجمان الطبية صاحب صيدلية في عجمان ووجهت مخالفة لصيدلي لعرضه كمامات بسعر أعلى من السعر المسجل على الصندوق، مشيرة إلى أنها وجهت هذا الإنذار بناء على تبليغ أحد المستهلكين للمنطقة بهذه الواقعة.
وقال حمد تريم الشامسي، مدير المنطقة، إن لجنة التفتيش والرقابة قامت بجولة على الصيدليات العاملة في عجمان، كما تلقت المنطقة شكوى من أحد المستهلكين تفيد بقيام صيدلي ببيع كمامات بأسعار أعلى من السعر المسجل على الصندوق وعليه تم إنذاره وفي حالة تكرار المخالفة سيتم إغلاق الصيدلية، لافتاً إلى أهمية التزام أصحاب الصيدليات بالأسعار المقررة لكافة الأدوية والمعقمات والأدوات الوقائية وعدم استغلال ظروف زيادة الطلب.
وأشار الشامسي إلى عمل لجنة التفتيش والرقابة بمنطقة عجمان الطبية على مدار 24 ساعة إلى جانب تنفيذ جولات تفتيش على الصيدليات للتأكد من التزامها بالأنظمة والقوانين الخاصة بتداول الأدوية.
رقابة مشددة
وأكد عدد من الصيادلة في إمارة رأس الخيمة، أن هناك خلطاً كبيراً في ارتفاع أسعار الكمامات الطبية، حيث إن هناك إقبالاً كثيفاً من المستهلكين على شراء كميات كبيرة من أنواع محددة من الكمامات التي لم يتغير سعرها وتباع بالقطعة أو العلبة التي تحتوي على 50 كمامة بسعر يتراوح بين 20 – 30 درهماً، بالإضافة لتوريد أنواع جديدة من الكمامات ذات المواصفات الأعلى مقارنة بالأنواع السابقة.
وأكدوا عدم قدرة الصيدليات على التلاعب في أسعار الكمامات الطبية التي شهدت ارتفاع الطلب عليها خلال الفترة الماضية، وذلك لوجود جهاز رقابي مشدد من الجهات المختصة في دولة الإمارات، والتي تقوم بعمليات تفتيشية مفاجئة على الصيدليات ومراجعة الأسعار بصفة دورية.
وأشاروا إلى أن ارتفاع الطلب على شراء الكمامات الطبية ساهم في وجود نقص من أنواع الكمامات التقليدية، مؤكدين أن أنواع الكمامات الواقية تنقسم إلى الأقنعة العادية المخصصة للمرضى بالفيروسات والالتهابات الرئوية، والتي توفر حماية محدودة من الفيروسات، والنوع الثاني كمامات التنفس الخاصة بحماية مستخدميها من استنشاق الغبار والبخار والغازات الضارة، وهذا النوع أكثر إحكاماً وفاعلية في الحماية من الأمراض المنقولة بالهواء.
وأكد الصيادلة، أن الأسعار الجديدة تنطبق على الأصناف الجديدة والتي تختلف كلياً عن الكمامات التقليدية، وخاصة كمامات (ان 95)، ذات الجودة العالية، نظراً لمواصفاتها والخامات المستخدمة في صناعتها، حيث تبدأ أسعار الكمامات الجديدة من 11 درهماً للقناع الواحد، وهي متوفرة بالصيدليات ولا يوجد بها نقص، مشيرين إلى أن الأسعار يقوم بتحديدها الشركات الموردة، والتي تلتزم بها الصيدلية مع هامش الربح المقرر من الجهات المختصة.
وأشاروا إلى أن جميع معاملات البيع الخاصة بالصيدليات إلكترونية بفاتورة تشمل تفاصيل الأسعار والأصناف المباعة، مؤكدين عدم قدرة تلك الصيدليات على تخزين كميات من الكمامات نتيجة لعمليات الرقابة التي تشمل أرفف الصيدليات ومخازنها.
قد يهمك ايضا