القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
قال صهيب صافي، المنسق الطبي لـ«منظمة أطباء بلا حدود»، اليوم (الأربعاء)، إن الوضع الصحي في خان يونس بجنوب قطاع غزة، بشكل عام، وفي «مجمع ناصر الطبي» و«مستشفى الأمل» بصفة خاصة، «كارثي ولا يُوصف». وأضاف صافي، في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن «الوضع الأمني في المنطقة، خاصة حول (مستشفى ناصر) خطير، وهناك كثير من الاستهدافات والقصف والاشتباكات؛ خصوصاً في الجهة الغربية من (مجمع ناصر)».
كانت «أطباء بلا حدود» قالت إن طواقمها غير قادرة على الخروج من «مجمع ناصر الطبي» في خان يونس، وذلك بعد أمر إسرائيلي بإخلاء مجمعات طبية عدة في المحافظة؛ بينها هذا المستشفى، مساء اليوم. وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أمس، بالتدخل العاجل لحماية «مجمع ناصر الطبي» و«مستشفى الأمل» في خان يونس بجنوب القطاع، وتسهيل حركة سيارات الإسعاف من وإلى المستشفيين. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يضع «مجمع ناصر الطبي» و«مستشفى الأمل» في دائرة الخطر الشديد بفعل استمرار القتال بالقرب من «مستشفى الأمل» واستهداف محيط مقر «الهلال الأحمر» الفلسطيني في خان يونس.
وذكر القدرة اليوم أن القوات الإسرائيلية تعزل مستشفيات خان يونس تزامناً مع دعوة متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء أحياء في المدينة. وأوضح صافي أن المنظمة «لم يصلها أي أمر بإخلاء (مستشفى ناصر الطبي)، لكن ما يحدث الآن من قصف وعنف شديد في خان يونس والمناطق المحيطة بـ(مجمع ناصر) يؤدي إلى توقف أو عدم قدرة الطاقم الطبي؛ بمن فيهم الطاقم المحلي التابع لوزارة الصحة والطاقم الطبي الخاص بـ(أطباء بلا حدود)، على العمل داخل المستشفى». كما أكد صافي على أن «أعداداً كبيرة من الجرحى يفترشون الأرض في (مجمع ناصر الطبي)، وهناك عنف شديد في المنطقة بالكامل وحول (مستشفى ناصر)، مما يعوق عملنا». وحذر المنسق الطبي بأنه «لا ضامن لسلامة المرضى و سلامة الموظفين»، مشيراً إلى أن الطاقم الطبي داخل مجمع ناصر «في حالة قلق وخوف على حياته بسبب الوضع الأمني».
وعدّ صافي أن الوضع الأمني يتسبب في «تأخر وصعوبة وصول الإصابات إلى (مجمع ناصر)، مما يشكل خطراً على حياتهم». وأردف: «الوضع الطبي كارثي، وعدد المصابين أكبر من قدرة (مجمع ناصر الطبي) ومن قدرة وإمكانات الطواقم، مما يصعب عملية تقديم الخدمة الطبية اللازمة للمصابين». كما ذكر أن «الطواقم الطبية تجد صعوبة بالغة في علاج الحالات الخطرة نتيجة نقص الأدوية»، لافتاً إلى أن الأدوية «نفدت من مخازن وزارة الصحة؛ بل وحتى من مخازن (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا)». وكشف صافي عن «نقص شديد في الأدوية المسكنة للآلام والمضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري، وأيضاً في أدوية علاج السرطان وأمراض الكلى وعلاج الأمراض المناعية».
وأضاف أنه نتيجة للنقص الشديد في الأدوية وفرض حصار على بعض النقاط الطبية والمستشفيات، اضطرت الأطقم التابعة لوزارة الصحة إلى إجراء بعض العمليات دون تخدير المرضى. ودعا صافي إلى «وقف إطلاق النار بشكل دائم في قطاع غزة ووقف العنف، لتستطيع المؤسسات الإنسانية؛ بما فيها (أطباء بلا حدود)، تقديم الخدمات الطبية وغيرها لسكان قطاع غزة الذين يعانون بشدة نتيجة هذا العنف الشديد». كما شدد على ضرورة السماح بدخول شاحنات الأدوية والشاحنات الطبية إلى قطاع غزة بشكل عاجل لإسعاف الجرحى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
منظمة أطباء بلا حدود تحذر من تفشي الموجة الأخطر للفيروس في شمال سوريا
منظمة أطباء بلا حدود تؤكد أن أكثر من ألف فلسطيني مهدد ببتر أعضائه في قطاع غزة