طفل يتناول قطعة بطيخ

حذرت أستاذ النظام الغذائي والصحة السكانية في جامعة أكسفورد سوزان جيب، من زيادة كمية مواد التحلية الاصطناعية في المواد الغذائية تسبب عزوف  الأطفال عن تناول الفاكهة. وقالت إن المُحليات لها دور في تقليل كمية السعرات الحرارية في طعامنا، لكنها أوضحت أن اعتياد الأطفال على "الحلويات المكثفة"من المحليات الصناعية  تبعددهم عن تناول الفاكهة التي تحتوي على كمية أقل من السكريات مقارنة بالمحليات.

وأضافت جيب، خلال مهرجان "شلتنهام" للعلوم أنه لا يوجد أي دليل "يمكننا أن نقوله بشكل واضح: عن أي تأثيرات صحية ضارة من المحليات التي تعتمد على  نطاق واسع على مادة الأسبارتام، واقترحت أنه من خلال تقليل نسبة المُحليات في الأطعمة يمكن مساعدة الأطفال على التمتع بتناول الغذاء الصحي الذي لا يتميز بمذاق سُكري.

وتابعت:"ما نعرفه من التجارب العشوائية، إذ يتناول الأشخاص المنتجات التي تحتوي على السكر أو منتجات مماثلة حيث تمت إزالة السكر واستبدالها بالأسبارتام و غيرها من المحليات الأخرى، فإن الأشخاص تنقص أوزانهم  عند تتناول المُحليات مقارنة بالسكريات، ففي هذه الدراسات المتداخلة هناك مفيدة بالتأكيد"،  وأوضحت:"التحدي يتمثل في أن الانتقال من السكر إلي المُحليات يقلل من السعرات الحرارية، ولكن الأشخاص سيزالون لا يتناولون كمية حلويات مكثفة،أعتقد أننا بدأنا للتو في  عمل الدراسات سلوكية لمعرفة كيفية استجابة الأشخاص لذلك". وأكدت:"ما أود حقا رؤيتهم هو بدء مصنعي المواد الغذائية في تحديد كمية السكريات في النظام الغذائي و كذلك حلاوة في النظام الغذائي".

ووفقا لخبيرة التغذية، فإن "أحد الأسباب التي نناضل من أجل حصول الأطفال للتمتع الفاكهة، يتمثل في كسر تأقلم الأطفال على الحلاوة المكثفة المفرطة من السكريات المضافة أو المحليات، في الواقع لا تحتوي الفاكهة على هذه الحلاوة اللذيذة".

وقال خبير السمنة في جامعة "وستمنستر" جيمي بيل، إنه ينصح طلابه وأبنائه بتناول السكر على  الغذاء المحلى اصطناعيا. وأضاف:"تناول السكر الجيد،  وتناول الشوكولاتة الجيدة بدلا من الشوكولاتة الشعبية. استمتع السكر، ولكن قلل كميته، حتى تنعم بحياة سعيدة ".

فيما قال الطبيب ومذيع النشرة العلمية مايكل موسلي، الطبيب إنه يعتقد "أن هناك تغيير يحدث بشأن الملح والسكر على حد سواء، والمحليات الاصطناعية في صناعة المواد الغذائية". وأضاف أن "مصنعي المواد الغذائية أخبروه إذا تم تقليل  نسبة الملح بنسبة 10 % فلن يلاحظ الناس ذلك، ولكن عندما يُكتب على الغذاء، "قليل الملح" لا يرغب المستهلكون في شرائه.

وتابع:"لذلك يقومون بإزالته خلسة، وهذا يفسر سبب أن كل الأطعمة مالحة عندما تذهب إلى الولايات المتحدة، فهذا اتجاه السفر، نحو تقليل محتوى السكر". وأوضح موسلي أنه رأى البحوث التي تبين "الأدلة الأولية" أن المحليات الاصطناعية يمكن أن يسبب التهاب الأمعاء.

و تصر خبيرة التغذية جيب، على أن استخدام المحليات الصناعية لا يزال في رأيها أفضل من السعرات الحرارية المرتفعة المرتبطة بالسكر. وقالت إنها "أفضل بديل لعلبة من المشروبات السكرية والماء، فهو تحول كبير سلوكيا وأفضل حالا مع خيار أقل من السعرات الحرارية".

وكتبت مؤلف كتاب "أول لقمة" بيي ويلسون، عن كيفية تدريب الأشخاص لأنفسهم على تناول أطباق صحية، ورأى أن تناول طبق من الحلويا بالتأكيد شيء خطير جدا، وعلى هذه الأسس وحده هناك سبب وجيه للتشكك حول المحليات ".

ولكنه قال إن "الخبر العظيم إنه يمكن عكس هذه العملية، إذ أن تقليل السكريات في طبقك، يعتد عليه الفم والدماغ مع مرور بضعة أسابيع، صحيح أن الأمر ليس سهلا، ولكن إذا اقتربت من المشكلة بشكل أكبر سيتغير حسك وتفكيرك بشأن الأطعمة المريرة". وأضاف:"إذا كنت تعطي طفلك باستمرار المواد الخالية من السكر، لكن المشروبات المحلاة تدرب الأطفال على التفكير فإن هذه الطريقة هي الذوق الغذائي الرئيسي، فهناك الكثير من من الأطفال لا يشربون  أي شيء غير محلي وهذه مشكلة كبيرة".