أبوظبي – صوت الإمارات
أكد الدكتور عبدالقادر المصعبي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد نائب المدير الطبي في مستشفى المفرق أن عمليات السمنة تعد من العمليات العلاجية، ولا ينبغي إدراجها ضمن العمليات التجميلية، ويجب أن تكون التدخلات الجراحية آخر الحلول العلاجية، ورغم المضاعفات المحتملة لعمليات السمنة فإن هذه العمليات أثبتت أهميتها وفوائدها إذا ما أجريت للمريض المناسب بعد إجراء التقييم الصحيح، والتثقيف اللازم قبل وبعد العملية. وقال المصعبي: "تجري عمليات السمنة للمرضى بمؤشر كتلة 40 أو أكثر، وفي بعض الحالات يمكن إجراؤها للمرضى بمؤشر كتلة يزيد على 35 إن كان المريض يعاني من مرض مرتبط بالسمنة كالسكري من النوع الثاني أو انقطاع التنفس أثناء النوم".
وأوضح أن هناك عدة جراحات للسمنة، والأكثر شيوعاً هي تحويل المجرى، وتكميم المعدة، وتطويق المعدة، وتشمل مخاطر تكميم المعدة في مضاعفات طويلة المدى ومضاعفات قصيرة المدى، حيث يقوم الجراح بتصغير حجم المعدة بشكل دائم يصل إلى 25% من الحجم الأصلي بحيث يتمكن المريض من تناول كمية قليلة من الطعام، ومن مضاعفات جراحات تكميم المعدة على المدى القصير حدوث وفيات بنسبة بلغت (2 في الألف) أو تسريب بما يقارب 52% من الحالات، والذي ينتج عن خروج محتويات المعدة إلى الأحشاء، وقد يستغرق علاج هذه المضاعفات 3 أشهر، وبلغ نزف الجهاز الهضمي نسبة 1% من مضاعفات تكميم المعدة قصيرة المدى، ومن المضاعفات الأخرى جلطات الرئة والتهاب الجرح، في حين يتعرض عدد كبير من المرضى إلى الغثيان خاصة في الأشهر الأولى من العملية.
أما مضاعفات تكميم المعدة التي قد يصاب بها المرضى على المدى البعيد فهي التهاب المريء والحرقة، وفقر الحديد ونقص الفيتامينات "D وB6 وB12"، بالإضافة للمعادن والكالسيوم، كما أن المرضى معرضون للإصابة بالالتصاقات والإمساك أو الإسهال أو انتفاخ الأمعاء أو تكون حصوات المرارة وحصوات الكلى. وأوضح المصعبي مخاطر عملية تحويل المجرى، والتي يتم فيها تقليص حجم المعدة بما يزيد على 90%، مما يجعل المريض يشعر بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، كما أن الجسم يمتص سعرات حرارية قليلة لأن الطعام يتجاوز مناطق الامتصاص، إلى جانب التأثير على إفرازات هرمون الجريلين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع، وتعتبر جراحة تحويل المجرى أكثر الجراحات فاعلية حيث يفقد المريض الوزن بسرعة خلال مدة قصيرة تصل من سنة إلى سنتين، ويحافظ معظم المرضى على الوزن المفقود لفترات طويلة، إلا أن مخاطرها تعد الأكبر من حيث المضاعفات الجانبية مثل فقدان المعادن والفيتامينات.