غزةً- كمال اليازجي
أكد مسؤولون في بعثات إغاثة دولية بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة موافقة إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال رغم الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهرا.
و قال الدكتور موسى عابد مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة، إن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت "اليوم بحملةالتطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى".
وقال رئيس اللجنة الفنية لحملة التطعيم مجدي ضهير، في مؤتمر صحفي "بدأنا حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال في قطاع غزة".
وأضاف: "نسعى من خلال الحملة للوصول إلى أكثر من 90 بالمئة من الأطفال في جميع محافظات قطاع غزة، من شمالها إلى جنوبها".
وتابع أن "حملة تطعيم ضد شلل الأطفال للأطفال تحت سن 10 سنوات في قطاع غزة (تستكمل) الأحد في مناطق وسط القطاع (من 1 إلى 4 سبتمبر)".
وأشار إلى أنه عقب المناطق الوسطى من المقرر استكمال حملة التطعيم في خان يونس بين 5 و9 سبتمبر، ثم تستمر في مدينة غزة وشمال القطاع من 9 إلى 12 من الشهر ذاته.
و جاء تنفيذ هذه الخطوة بعد أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لـ 7 أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيدتها مباشرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" آنذاك.
وجاءت هذه الدعوة عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور.
وقال مدير الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة في قطاع غزة إن إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال يستمر كلّ منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل في أنحاء القطاع المحاصر .
وقالت السلطات الإسرائيلية إن اللقاحات سيجري تقديمها من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا من الأحد إلى الثلاثاء في وسط القطاع.
و شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن هذه الهدن الموقتة "ليست وقفا لإطلاق النار".
وجاءت الحملة بعد أن أفاد مسؤولو الأمم المتحدة بإصابة طفل عمره 10 أشهر بشلل جزئي، وهو أول حالة موثقة من شلل الأطفال في غزة منذ 25 عاماً.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنها قد تحتاج إلى يوم إضافي لكل منطقة وذلك يعود جزئيا إلى الطرق المدمّرة والنزوح السكاني، فيما ينصّ الاتفاق على تمديد فترة الهدنة الإنسانية المقررة كل يوم بين فترتَي الصباح وبعد الظهر.
وتقول الأمم المتحدة إن "هناك حاجة إلى تطعيم 90% على الأقل من الأطفال خلال كل مرحلة من مراحل الحملة لوقف انتشار الوباء".
ما هو شلل الأطفال وكيف ينتشر؟
شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى وخطير، يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة، ويسببه فيروس ينتشر بسهولة كبيرة من خلال ملامسة براز شخص مصاب، أو بشكل أقل شيوعاً، من خلال تناول مياه أو طعام ملوث.
غالبية المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن بعضهم قد يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب الحلق، وصداع، وتصلب في الرقبة، وآلام في العضلات والمعدة، وغثيان.
ويواجه واحد من كل 200 حالة عدوى مضاعفات أكثر خطورة، حيث يمكن أن يصل الفيروس إلى الدماغ والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى شلل دائم، خاصة في الأطراف السفلية، وذلك في غضون ساعات قليلة.
كما قد يموت مابين 5 إلى 10 في المئة من المصابين بالشلل عندما تتوقف عضلات التنفس عن الحركة.
لماذا عاد شلل الأطفال إلى غزة؟
تقول المنظمات الإنسانية إن الحرب في قطاع غزة أدت إلى عودة ظهور الفيروس بسبب تعطل برامج التطعيم العادية للأطفال، والأضرار البالغة التي لحقت بأنظمة المياه والصرف الصحي، وتقول منظمة الصحة العالمية إن معدلات التطعيم في غزة والضفة الغربية المحتلة كانت مثالية قبل النزاع.
وفي عام 2022، كانت تغطية لقاح شلل الأطفال تقدر بـ 99 في المئة لجرعتين من اللقاح، بينما انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 90 في المئة، وفقاً لأحدث البيانات.
ما هي خطة تطعيم الأطفال في غزة؟
يهدف البرنامج إلى تطعيم حوالي 640,000 طفل تحت سن العاشرة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وبدأت اليوم في وسط غزة، تزامناً مع ثلاث توقفات متتالية يومياً للقتال بين الساعة 6 صباحاً و3 عصراً بالتوقيت المحلي.
بعد ذلك، ستنتقل الحملة إلى جنوب غزة، حيث سيستمر التوقف لمدة ثلاثة أيام، يليها شمال القطاع.
يقول مسؤولو الأمم المتحدة إن الأطفال سيحتاجون إلى جرعة ثانية من اللقاح في أواخر سبتمبر/أيلول، بهدف تحقيق تغطية تصل إلى 95 في المئة من القطاع، وهي النسبة اللازمة لوقف انتقال الفيروس داخل غزة.
إذا لم يتحقق هذا الهدف، سيسمح اتفاق آخر باستمرار حملة التطعيم ليوم رابع.
ويوجد في غزة نحو 1.3 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2)، مع 400,000 جرعة إضافية من المقرر وصولها قريباً، وستُجرى عمليات التطعيم بواسطة موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من العاملين في مجال الصحة المحليين، حيث جرى تدريب أكثر من 2,000 شخص من عمال الصحة والتوعية المجتمعية على إعطاء اللقاح.
وسيكون اللقاح متاحاً في المستشفيات والمستشفيات الميدانية ومراكز الصحة الأولية، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن النقل الآمن والتبريد للقاحات يُعدان أمران مهمان لهذه الخطة.
أين يُوجد شلل الأطفال في العالم؟
انخفضت حالات فيروس شلل الأطفال بشكل كبير منذ عام 1988، عندما أُطلقت مبادرة عالمية للقضاء على هذا المرض، ولم تسجل العديد من الدول حالات شلل أطفال منذ سنوات عديدة.
ومع ذلك، لا يزال شلل الأطفال مستوطناً في بلدين هما باكستان وأفغانستان، مما يعني أنه موجود بشكل مستمر، كما شهدت أكثر من 30 دولة حول العالم تفشياً لسلالات مرتبطة بفيروس شلل الأطفال، خاصة في المناطق التي تعاني من انخفاض معدلات التطعيم.
تشمل هذه الدول تشاد، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، النيجر، نيجيريا، جنوب السودان، الجزائر، أنغولا، وإندونيسيا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه إذا وُجدت حالة واحدة مصابة، فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال، لأن الفيروس ينتشر بسهولة بين الدول.
كيف يمكن الوقاية من شلل الأطفال؟
لا يوجد علاج لشلل الأطفال، ويمكن الوقاية منه فقط من خلال التطعيم، الذي يتطلب إعطاء اللقاحات عدة مرات لحماية الطفل مدى الحياة.
هناك نوعان رئيسيان من اللقاحات المتاحة: الأول هو لقاح فموي يُعطى على شكل قطرات، وهو فعال لأنه يحتوي على فيروس حي لكنه ضعيف، ما يمنح الجسم مناعة لمكافحة شلل الأطفال إذا واجه الفيروس مرة أخرى.
ونادراً ما يلتقط الفيروس الضعيف تغييرات جينية صغيرة أثناء تكاثره، وعندما يحدث ذلك، قد يصبح هذا الفيروس المتغير قادراً على التسبب في المرض.
أما اللقاح الآخر، فهو الأحدث ويُعطى عن طريق الحقن، ويحتوي على فيروس شلل الأطفال غير النشط.
بفضل اللقاحات، تمكن أكثر من 20 مليون شخص كانوا سيُصابون بالشلل من المشي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
قد يُهمك ايضـــــًا :
مسيرة إسرائيلية تلقي قنابل على موقع داخل مخيم جنين بالضفة الغربية
الصحة العالمية تُشيد بدعم الإمارات لحملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة