أطباء بريطانيون يُظهرون أنَّ أدوية خفض الكوليسترول تعالج السرطان

 توصل علماء بريطانيون إلى أن العقاقير المخفضة للكوليسترول تخفض احتمالات الوفاة بالسرطان تقريبا إلى النصف, فيما وجدت دراسة على نحو 23 ألف مريض بالسرطان أن أولئك الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول كانوا 47% أقل عرضة للوفاة من الأربعة أشكال الأكثر شيوعا من المرض؛ فالباحثون مقتنعون بأن هذا كان لأنهم كانوا يتناولون الستاتين الذي يزعمون أنه كان له تأثير وقائي حاسم ضد تطور الأورام. فإن الاكتشاف الذي تم في جامعة أستون في بيرمنغهام تم إضافته إلى الدعوات لاستخدامها حبوب خفض الكوليسترول بشكل روتيني في علاج السرطان. إنها تدعم عددا كبيرا من الدراسات الحديثة التي أظهرت أن المرضى الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول كانوا أقل عرضة للوفاة من المرض.

 الشهر الماضي وجد فريق من معهد أبحاث السرطان في لندن أن الحبوب المخفضة للكوليسترول تقلل من خطر عودة الإصابة بسرطان الثدي بعد الشفاء بنسبة تصل إلى 50%. وأظهرت دراستان أميركيتان العام الماضي أنها خفضت خطر الموت بمرض السرطان بنسبة تتراوح بين 22% و 55%، وهذا يتوقف على نوع الورم. ويعتقد الباحثون أن الكوليسترول يمثل الوقود لنمو الورم في الدم، ويشجع الخلايا السرطانية على أن تنتشر وتعود. ولكن في حين أن الستاتين يقلل مستويات الكوليسترول في الدم، فإنه يساعد أيضا على منع السرطان من أن يصبح أكثر فتكا. لهذه الدراسة الأخيرة حلل الباحثون معلومات لـ 22677 شخصا ممن يعانون من سرطان الرئة والثدي والبروستاتا والقولون، التي اتخذت من قاعدة بيانات بها ما يقرب من مليون مريض، جميعهم أدخلوا إلى المستشفيات في المملكة المتحدة جراء إصابتهم بمرض السرطان بين كانون الثاني/ يناير 2000 وآذار/ مارس 2013، وشملت المعلومات الظروف الصحية الأخرى المترتبة عليها، بما في ذلك ما إذا كان لديهم ارتفاع في كوليسترول الدم أم لا.

 وبعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تؤثر على معدلات الوفاة، بما في ذلك السن والجنس والعرق، وجد الباحثون أن مرضى السرطان أقل عرضة للوفاة مبكرا إذا كان لديهم تشخيص بارتفاع الكوليسترول في الدم عما إذا كانوا معافون من المرض.وتقول الدراسة إن الستاتين يرتبط بخفض خطر الوفيات بسرطان البروستاتا بنسبة 47%، وانخفاض خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 43%، انخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء في 30% من الحالات، و22% انخفاض في خطر سرطان الرئة.

 9 من أصل 10 من المرضى الذين تم تشخيصهم بارتفاع الكوليسترول في الدم كانوا يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول. ونحو 7 مليون بريطاني يتناولون الستاتين لخفض الكولسترول؛ مما يجعلها أكثر الأدوية التي توصف عادة في المملكة المتحدة. إنها تكلف فقط حبتين يوميا وتعمل من خلال وقف تراكم الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية التي تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ولم تكن هناك أدلة متزايدة على أنها توفر فوائد صحية رئيسية أخرى، لكن بعض الأطباء لا يزالون متشككين من أن الحبوب يمكن أن تسبب آثارا جانبية منهكة بما في ذلك آلام العضلات ومرض السكري. وقال كبير مؤلفي هذه الدراسة الأخيرة الدكتور راهول بوتلاري إن هناك آليات أخرى من العقاقير المخفضة للكوليسترول قد تكون موجودة، والتي لم تظهر بعد، وأنه ينبغي الآن أن تكون هناك تجربة سريرية للدراسة لمعرفة ما إذا كانت العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن يستفيد منها مرضى السرطان من عدمه. لكن أخصائي طب القلب والأوعية الدموية في جامعة شيفيلد الدكتور تيم تشيكو ، قال إن هذه النتائج "الأولية للغاية" لا ينبغي أن تؤثر على الممارسة الحالية.