واشنطن - رولا عيسى
اكتشف العلماء بأن أربعين جيناً متحوراً مختلفاً هي المسؤولة عن التسبب في الإصابة بعشرة أشكال مختلفة من سرطان الثدي، حيث توصلوا إلى معلومات وراثية جديدة مهمة حول كيفية تطور المرض والتغيرات الجينية التي يمكن ربطها بالنجاة من الإصابة بالسرطان.
وبعد تحليل عينات الورم، اكتشف الخبراء من جامعة "كامبريدج" البريطانية بأن سرطان الثدي يمكن تصنيفه إلى عشرة أمراض أو أنواع فرعية مختلفة. ثم عملوا على تحقيق فهم أكبر للعيوب الوراثية لهذه الأنواع الفرعية العشرة للمرض، ليكتشف الباحثون 40 جيناً متحوراً تتسبب في تطور مرض سرطان الثدي.
وفي الوقت الحالي، فإن جزءًا واحدًا فقط من هذه الجينات معروف عنه بتسببه في تطور المرض. وقال الأستاذ كارلوس كالداس قائد فريق البحث بشأن مرض السرطان في مركز المملكة المتحدة للدراسات بأن دراسة METABRIC تعمل على تعيين المخططات الجينية لسرطان الثدي، مشيراً إلى أن هذه النتائج الجديدة تعطي مزيداً من التفاصيل حول العيوب الوراثية المرتبطة بكيفية تطور الأنواع المختلفة لمرض السرطان.
ويمكن للمعلومات أن تساعد في المستقبل على إجراء التجارب السريرية لمرضى سرطان الثدي، أو إعطاء الباحثون ما يتطلعون إليه بشأن التحليلات السائلة، وهو نوع من الإختبارات المستخدمة للكشف عن مادة وراثية في الدم، والتي يتم إستخلاصها من خلال موت الخلايا السرطانية.
كما توصل الباحثون أيضاً إلى واحدة من الجينات المتحورة الأكثر شيوعاً وهي PIK3CA، والمرتبطة بتقليل فرص النجاة من الإصابة بثلاثة من أصل عشرة أنواع فرعية لسرطان الثدي. وهو ما قد يساعد في تفسير السبب وراء نجاح العلاج لبعض النساء دون البعض الآخر بواسطة العقاقير التي تستهدف جينات PIK3CA.
ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لإجراء بحوث تؤدي إلى التوصل الى انتاج عقاقير جديدة تستهدف العيوب الوراثية، وتمنع تفاقم المرض. كما يمكن من خلال البحث أيضاً توفير معلومات حيوية تساعد علي إستحداث تجارب لسرطان الثدي وتحسين الاختبارات لهذا المرض.
وأكد الأستاذ بيتر جونسون مدير أبحاث السرطان بأن البحث يستمر لتسليط الضوء على مدى تعقيد هذه الأنواع من السرطان، ولكنهم تمكنوا من حل هذه الألغاز بشكل أسرع من أي وقت مضى. مضيفاً بأن هذه الدراسة توفر المزيد من المعلومات الهامة حول كيفية تطور مرض سرطان الثدي، والسبب في أن بعض الأنواع تعتبر أكثر صعوبة في العلاج من غيرها، وهذه المعلومات هي مصدر كبير للباحثين في كافة أنحاء العالم.