لندن-صوت الامارات
تاكت،منظمة الصحة العالمية،ابتكارات،علاج الخرف،ضعاف السمع
لم تعد حبوب الفيتامينات والمكملات الغذائية والمقويات، محط اهتمام لعلاج الخرف، حيث ابتكرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا طريقة عملية لعلاج كبار السن الذين يعانون النسيان والخرف أطلقت عليها اسم "تاكت". المنظمة تقول إن 50 مليون شخصًا مصابون بالخرف في الوقت الحالي، وأن هذا العدد مرشح ليتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2050.
وبعد حياة طويلة ومليئة بالمشاغل، بدأت مارغريت لودون بالشعور بالإرهاق والضجر، لكنها تصمم على العيش بصحة جيدة وبشكل مستقل، على رغم تقدمها في السن ببلوغها الـ 91 عاما. في الوقت الحالي، تشارك مارغريت في دراسة تعنى بالبحث فيما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
اقرا ايضا:
الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من الإصابة بالسِّمنة
وتعتبر معالجة ضعف السمع والإدراك، أو ما تعرف اصطلاحا بـ "تاكت"، تجربة إرشادية تُستخدم فيها أدوات مساعدة على السمع للأشخاص الذين تشخيص إصابتهم بضعف إدراكي خفيف. وهي إحدى العلاجات الوقائية التي اعتمدت عليها منظمة الصحة العالمية من أجل التوصل إلى النتائج التي نشرتها اليوم الثلاثاء.
ابنة مارغريت، في الخمسينات من عمرها الآن، مصابة بمرض (ألزهايمر). وتصف الأم الأمر بأنه "رهيب" و"مأساوي". وترى أن الإصابة بهذا المرض في هذا السن المبكر نسبيا "أمر فظيع"، وتضيف: "لقد أصيبت به قبل نحو عام ونصف. إنه فظيع. لقد كانت نشيطة للغاية". وتشعر مارغريت حاليا بضغوط التقدم بالسن والشيخوخة، وتقول: "في الواقع أنا لم أفعل الكثير من الأمور بقدر ما كنت أود فعله، لأنني اعتدت أن أكون مشغولة جدا".
ومع تحديد عدد سكان العالم المتقدمين في السن ويعانون من الشيخوخة، تقدّر منظمة الصحة العالمية تكلفة التعامل مع أمراض الدماغ عند التقدم في السن بحوالي تريليوني دولار أمريكي على مستوى العالم، بحلول 2020. لهذا السبب، يتم حثّ صانعي السياسات الحكوميين والعاملين في مجال الصحة على عدم الاعتماد كليا على اكتشاف وتطوير الأدوية، بل البدء جديّا بتوفير المصادر اللازمة من أجل تعزيز أنماط الحياة الصحية.
بهذا الصدد، تقول الدكتورة نيريجا تشودري، المسؤولة الفنية عن الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية: "في الواقع، ما هو جيد لقلبك هو أمر جيد لعقلك. لذا، قم بزيادة مستويات نشاطك البدني، وتناول الطعام بشكل جيد، والتزم بنظام غذائي صحي متوازن، وتوقف عن تناول التبغ والكحول". وترى تشودري أن "كل ذلك سوف يمكنك من قطع شوط طويل نحو الحد من خطر الإصابة بالخرف".
واستعرضت لجنة لمنظمة الصحة العالمية الدراسات العلمية الموجودة لتقرير ما يجب الموافقة عليه وما يجب ردع الناس عنه، وخلُصت إلى اتخذا موقف حازم اتجاه تناول حبوب فيتامين (ب) أو (هـ)، وزيت السمك، والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة الأخرى، أو المكملات المتعددة المعقدة التي تروج لصحة الدماغ.
وتقول تشودري: "السبب في ذلك هو أنه لا يوجد حاليا ما يكفي من الأدلة لإثبات أن تناول هذه المكملات يقلل في الواقع من خطر التدهور المعرفي والخرف. وفي الواقع نحن نعرف أن جرعات كبيرة منها يمكن أن تكون ضارة. لذلك قررت اللجنة أنه من المهم تقديم توصية سلبية".
أما بالنسبة للربط بين الخرف والتبغ، فيقول دليل المنظمة بأن التأثير "منخفض"، لكنه ينصح "بشدة" توصي بالتخلي عن التبغ بسبب الضرر الذي يمكن أن يسببه للجسم.
وفيما يتعلق الأمر بالدراسات التي تربط فقدان أو ضعف السمع بالخرف، يقول الدليل إنه لا توجد أدلة كافية، ولكنه يوصي الأطباء باتباع الإرشادات الحالية التي تشجع على السمع.
قد يهمك ايضا:
"الصحة العالمية" تشن حملة على مشاهدة الأطفال "السلبية" للشاشات