لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أن السيدات الأربعينيات وما فوقها يكونون أقل عرضة لإنجاب أطفال مشوهين، إذا حملن عبر التلقيح الصناعي، حيث يزداد خطر إصابة الأجنة بالتشوهات مثل: متلازمة داون والشلل الدماغي، وذلك عند محاولة الإنجاب بعد الأربعين، ولكن الباحثون اكتشفوا أن هذه الأمهات إذا أنجبن عبر التلقيح الصناعي، يقل خطر إنجاب أطفال غير طبيعيين لديهن إلى النصف، مقارنة بأولئك اللائي يحملن بشكل طبيعي.
كما أوضحت نتائج الدراسة أن خطر تشوهات المواليد يكون أقل من خطرها لدي الأمهات أقل من 29 عامًا، حيث قال الباحثين إن هذا يعني أن ألية الوقاية الغير موصوفة سابقًا، تجري بالتفاصيل التي لا يمكننا إلا التكهن بها فقط.
بحثت الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية لأمراض النساء والولادة (BJOG)، المواليد في جنوب استراليا منذ عام 1986 وحتى عام 2002، كان من بينهم 301.000 مولود بحمل طبيعي، و 3600 مولود بطرق إنجاب مساعدة، و 2200 مولود عبر التلقيح الصناعي - حيث يتم دمج البويضات بالحيوانات المنوية داخل طبق معملي، و 1400 مولود عبر الحقن المجهري (ICSI)- حيث يتم حقن الحيوان المنوي مباشرة في البويضة.
ولا يعلم الباحثون لماذا أنتج الحقن المجهري حالات بيولوجية أفضل، ولا يمكن للنتائج أن تشرح ما لذي يحدث في حالة كانت البويضة الممنوحة من سيدة صغيرة السن، لأن أولئك قد تم استبعادهم من الدراسة، وإنما أطهرت النتائج إنجاب مواليد مشوهة في حالة الأمهات، اللائي بلغن 40 عامًا وما فوقها، بنسبة 3.6% من التلقيح الصناعي، مقابل 5.7% للمواليد الذين يتم إنجابهم عبر الحمل الطبيعي، و 7.7% من كل مواليد التلقيح الصناعي، و 9.9 % من كل مواليد الحقن المجهري، وفي حالة الحمل الطبيعي يصبح المعدل 5.6% لدي السيدات صغيرات السن، و8.2% لدي أولئك اللائي بلغن 40 عاما وما فوقها.
وقال الدكتور "مايكل دافيس" – من جامعة أديليد: "هناك شيء لافت جدًا للنظر يحدث مع السيدات اللائي يبلغون الأربعين عامًا وما فوقها، وينجبون عبر المساعدة الطبية، حيث نعلم من واقع دراساتنا السابقة أن السيدات اللائي يخضعن للإنجاب بالمساعدة الطبية، تكون لديهن معدلات مرتفعة لإنجاب مواليد مشوهة مقارنة بالنساء اللائي يحملن بشكل طبيعي، وكذلك نعلم أن النساء اللائي يحملن حملاً طبيعياً، تتضاعف معدلات إنجاب المواليد المشوهة لديهم من سن 35 عامًا وما فوقها، وهذا يعني وجود فرضية قوية – لم تختبر بعد – بأن عمر الأم عامل أساسي في تشوهات المواليد عبر الإنجاب بالمساعدة الطبية، ومع ذلك فإن نتائجنا تتحدى هذا التأكيد".
ويمكن للدراسة الصادرة عن مجلس المجتمع الأمريكي لطب الصحة الإنجابية في مدينة "سيتي لاك"، أن تحدث أثار واسعة في مجال علاج العقم، وأضاف "د. دافيس" : "أنهم توصلوا أيضًا إلى أن الحقن المجهري – الذي يمثل 70% من علاج الإنجاب بالمساعدة – يحمل خطرًا لإصابة المواليد بالتشوه بنسبة 11% في حالة الأمهات اللائي لم يحملن من قبل، مقارنة بـ 6.2% من الأمهات اللائي سبقت لهم الولادة"
وقال مدير وحدة الحمل بالمساعدة في مستشفى (Guy's & St Thomas) في لندن الدكتور يعقوب خلف: " هذه الورقة البحثية مسلية، فالاستنتاجات التي قدمها الباحثين يصعب إعتبارها دليلاً، بالاعتماد على عدد قليل نسبيا من مواليد الأمهات ذوي الأربعين عاما وما فوقها، والأكثر واقعية أن نعتبر استنتاجاتهم انحرافًا إحصائيًا أكثر منها ظاهرة بيولوجية".