لندن - ماريا طبراني
عادت جراحات تكبير الثدي مرةً أخرى لتثير الذعر في أعقاب تصريح الجهات الصحية الرقابية بوجود " علاقة واضحة " بينها و بين مرض السرطان, وصدر التحذير من قبل الوكالة التنظيمية الفرنسية للأدوية التي منحت المصنعين 12 شهرًا لإثبات سلامة منتجاتها أو مواجهة الحظر, وحثَّ جراحي التجميل البريطانيين النساء على ضرورة الانتباه لعلامات الإصابة بالمرض، بينما ذكرت الوكالة التنظيمية لمنتجات الرعاية الصحية والأدوية في بريطانيـا بأنها كانت تقوم بتحليل البيانات الواردة من الجهات الفرنسية, ومع ذلك، شدَّدت الوكالة البريطانية على أنه لا يوجد تأكيد بإرتباط الجراحة بمرض السرطان.
ويُنذر التحذير الكثير من النساء في بريطانيـا اللواتي يخضعن لعمليات تكبير الثدي كل عام وتصل أعدادهن إلى 29,000 سيدة, كما يثير المخاوف بشأن التنظيم لصناعة جراحة التجميل وحجم الأموال فيها التي تقدر بنحو عدة مليارات من الجنيهات، والتي لا تزال تعاني من فضيحة قيام شركة PIP الفرنسية بإجراء إحدى أنواع جراحات التجميل عبر الإستعانة بالسيليكون المخصص للإستخدام في المفارش.
وكانت آخر المخاوف بشأن عمليات الزرع تدور بصفة عامة حول سرطان الدم الذي يطلق عليه الورم الليمفاوي للخلايـا الكبيرة المتحولة ( ALCL )، والذي يحدث عندما تتكاثر خلايا الدم البيضاء المريضة بسرعة، وتتشكل في الرقبة والإبط أو في الفخذ. وينمو ذلك الورم بشكلٍ سريع، وعلى الرغم من سهولة التعامل معه عادةً بواسطة العلاج الكيميائيين إلَّا أنَّه يمكن أن يتسبب في الوفاة.
وربما تكون الأخطاء المرتبطة بعمليات الزرع سبباً في الإصابة بالمرض، مما يعني بأن النساء اللواتي خضعن لعمليات تكبير الثدي في خطر أكبر من المعتاد. وعادة ما يتفاقم الوضع بعد عدة سنوات من إجراء عملية التجميل، مع ظهور الأعراض الرئيسية كالتورم غير المؤلم في الثدي.
وهناك ما يقدر بنحو 250 حالة لسيدات أجرت جراحات تكبير الثدي في شتي أنحاء العالم من بينها 18 حالة في فرنسـا وثمانية وفيات. وبينما يعد الإعتراف بالمرض نادر، إلا أن الوكالة الوطنية للأدوية وسلامة المنتجات الصحية في فرنسـا ذكرت بأن هناك "علاقة واضحة" بينه وبين عمليات تجميل الثدي، مع دعوتها للقيام بالمزيد من البحث و التحذيرات الأفضل, مضيفةً أن هناك أوجه قصور في البيانات الواردة من قبل الشركات المصنعة، ما دفعها إلى إصدار أوامر لهؤلاء المصنعين للمواد المستخدمة في عمليات الزرع إلى إثبات سلامة منتجاتها خلال 12 شهرًا، وإلا سوف يتم سحب منتجاتها من الأسواق.
وأوضحت الوكالة التنظيمية البريطانية لمنتجات الرعاية الصحية و الأدوية MHRA بأنها تعمل حاليًا على تحليل النتائج الفرنسية، ولكن من المهم الإشارة إلى عدم إتباعها لنفس النهج في بريطانيا, حيث لم يتم التقرير بإصابة سوى عدد قليل من النساء في بريطانيا ممن خضعن لعمليات تكبير الثدي بالورم الليمفاوي للخلايا الكبيرة المتحولة ( ALCL ).
وشدَّد الجراحين البريطانيين على ضرورة تحقق النساء اللواتي قمن بعمليات تجميل للثدي من علامات المرض أثناء قيامهن بالفحص الدوري لأثدائهن. وقال راغيف غروفر، وهو الرئيس الأسبق للجمعية البريطانية لجراحي التجميل بأنه من المهم إنتباه النساء إلى وجود علاقة ما بين المرض وما خضعن له من عمليات تجميل للثدي. ولكن سرطان الثدي الطبيعي يعد شائعاً 40,000 مرة.
وفي بريطانيا، فإن من بين العوامل التي أدت إلى حدوث طفرة في صناعة الجراحات التجميلية هي زيادة الطلب على عمليات تكبير الثدي, ووفقاً للجمعية البريطانية لجراحي التجميل BAAPS، فإن هناك نمو قد حدث في الصناعة من 720 مليون جنيهاً إسترليني في عام 2005 إلى 2,3 مليار جنيهاً إسترليني بحلول عام 2010 وهي آخر الإحصائيات المتاحة, أما عدد جراحات تكبير الثدي في عام 2006 فكانت 17,000 مقارنةً بوصول عدد العمليات الجراحية هذا العام إلى 29,000 عملية جراحية.