واشنطن - عادل سلامة
توصلت دراسة جديدة من جامعة "ستانفورد" إلى أن اختلاف النشاط الدماغي عند الرجال والنساء إزاء الاشتراك في المهام التعاونية، التي تعتمد على العمل الجماعي، مما أعطى إجابة على التساؤل المعروف عن اختلاف تعامل الجنسين إزاء هذا النوع من المهام.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الأبحاث ربما تشير إلى كيفية تطوير السلوك التعاوني بشكل مختلف بين الذكور والإناث، وهو ما يمكن أن يساعد في تفسير عدم اتفاق بعض الأزواج أو الشركاء على نفس الرأي، وطُلب من المشاركين في الدراسة التعاون مع الشريك في التجربة، فيما تم تتبع نشاط الدماغ لديهم، وأظهرت النتائج أن الذكور والإناث لديهم أنماط مختلفة من نشاط الدماغ، وعلى الرغم من اعتبار نشاط التعاون، سواء كان ذلك بين الأصدقاء، وزملاء العمل أو حتى مع الحكومات على أنه أساس للمجتمع البشري، فإنه ليس كل الأشخاص لا تتعاون على حد سواء في أي مشروع جماعي، إذا أن بحثت الدراسات السابقة في دور الجنسين عند ممارسة التعاون، فعلى سبيل المثال، تبين بالفعل أن النساء تتعاون أكثر عندما تكون تحت المراقبة من النساء الأخريات، في حين أن الرجال يميلون إلى تعاون أفضل في مجموعات كبيرة، وعلى الرغم من تعدد النظريات التي بحثت في أسباب هذه الاختلافات، فإن عددا قليلا منها اهتم بدراسة المخ.
وأكد مؤلف الدراسة جوزيف بيكر، إن "الغالبية العظمى مما نعرفه تأتي من دراسات أحادية لشخص واحد بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي". وأضاف:"بدلا من استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، استخدم الباحثون تقنية تسمى "هايبر سكانينغ"، لقياس مدى تفاعل أمخاخ شخصين في وقت واحد.
وشملت الدراسة نحو 222 مشاركا، تم توزيعهم كشركاء، ويتألفون من زوجين اثنين من الذكور، واثنين من الإناث أو الذكور والإناث. و جلس الشركاء عكس بعضها البعض كل منهما أمام الكومبيوتر، ولكن لا يمكنهم التحدث إلى بعضهم البعض، و طلب منهم الضغط على زر عندما تغيرت دائرة اللون على شاشة الكمبيوتر، وكان الهدف من هذه المهمة يتمثل في الضغط على زر في وقت واحد مع شريكه. و بعد كل محاولة تم إخبار الزوجين، عن كيفية ضغطهم على الزر في وقت أسرع من الآخر، فلقد تعرض كل زوجين لنحو 40 محاولة لتقريب الوقت بينهما إلى أقصى حد.
وأظهرت النتائج أن أداء أزواج الذكور- الذكور كان أفضل في المتوسط من أفضل من أزواج الإناث- الإناث في توقيت الضغط على الزر، وعند فحص مسح المخ، ظهر أن نشاط الدماغ في الأزواج من نفس الجنس متماشية مع بعضها البعض أثناء دراسة النشاط، وقال الدكتور بيكر: " بالنسبة للأزواج من نفس الجنس، فقد لوحظ زيادة الترابط مع أداء أفضل في المهام التعاونية، على الرغم من اختلاف نوعية ذلك بين أزواج الذكور –الذكور، وأزواج الإناث والإناث"، ومع ذلك، لم يظهر فحص أمخاخ الأزواج مختلطة بين الجنسين وكذلك أزواج الذكور- الذكور أي تماسك. فمنذ أن أظهرت أمخاخ الذكور والإناث أنماطا مختلفة من النشاط خلال هذه العملية، أصبح هناك الحاجة إلى مزيد البحوث لفهم كيفية معالجة الاختلافات المتعلقة بالجنس في المخ فيما يتعلق استراتيجية التعاون
ويمكن لهذه النتائج أن تساعد في تفسير كيفية تطور التعاون بين البشر، وعما إذا كان تحديد ذلك بشكل مختلف في الذكور والإناث. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنتائج أن تساعد في تحسين أساليب تدريس مهارات التعاون، وأضاف الدكتور بيكر: "هناك أشخاص يعانون من اضطرابات مثل التوحد، لديهم مشاكل مع الإدراك الاجتماعي، فنحن نعيش على أمل التوصل إلى المعروفة والمعلومات الكافية التي تمكننا من تصميم علاجات أكثر فعالية بالنسبة لهم".