القاهرة - صوت الإمارات
تزامن شهر رمضان هذا العام مع بداية شهر الصيف، بما يتطلبه من كثرة شرب الماء نتيجة العطش الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يتنافى مع طبيعة الصوم الذي يستمر لأكثر من 16 ساعة طوال 30 يومًا، لذلك يمر جسم الإنسان بأربع مراحل مختلفة خلال الشهر يتكيف خلالها على تبعات الصوم تدريجيًا، ولكل مرحلة متطلباتها وطبيعتها.
المرحلة الأولى أول يومين وهما أصعب فترة صيام، حيث لا يدخل جسم الإنسان، من الناحية الفنية، في "حالة صيام" إلا بعد ثماني ساعات أو نحو ذلك من تناول آخر وجبة، إذ يعد هذا الوقت هو الفترة التي تنتهي فيها الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.
ويعد أول يومين للصيام في شهر رمضان هما الأصعب مقارنة بباقي الأيام، وبعد ذلك تستعين أجسامنا بالغلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة. وبمجرد نفاد مخزون الغلوكوز في وقت لاحق أثناء فترة الصيام، تصبح الدهون المصدر التالي لتوفير الطاقة للجسم. وعندما يبدأ الجسم في حرق الدهون، يساعد ذلك في إنقاص الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول، فضلا عن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
اقرا ايضا :
7 نصائح مفيدة يقدمها الأطباء للحد من الإصابة بالسكري
بيد أن انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب ضعفا وحالة خمول، وقد يصاب المرء بالصداع والدوار والغثيان وصعوبة التنفس، يحدث ذلك عندما تصل مستويات الجوع إلى أشد درجاتها.
المرحلة الثانية من اليوم 3 إلى 7 من الشهر، وعندما يبدأ الجسم التعود على الصيام، تتفكك الدهون وتتحول إلى سكر في الدم، ويستخدم الجسم سكر الدم المخزون في الكبد لتوفير الطاقة، ويجب تجديد كمية السوائل التي تنخفض أثناء فترة الصيام، وإلا سيؤدي التعرق إلى حدوث الجفاف.
ويعد شرب الماء ضروريا أثناء الصيام، لاسيما عندما يوافق شهر رمضان أشهر الصيف. ويتعين أن تحتوي وجبات الطعام على مستويات مناسبة من "أغذية الطاقة"، مثل الكربوهيدرات وبعض الدهون.
يجب اتّباع نظام غذائي متوازن من حيث المواد الغذائية، بما في ذلك بعض البروتين والأملاح والمياه، كما يعد من المهم جدا اتباع نظام غذائي متوازن من حيث المواد الغذائية، بما في ذلك بعض البروتين والأملاح والمياه.
تعوّد الجسم، وفي المرحلة الثالثة أيام 8 إلى 15 من الصيام، ستشهد تحسنا في الحالة المزاجية، نظرا لتكيف الجسم تماما مع الصيام. يقول رازين مهروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في كامبريدج، إن ثمة مزايا أخرى. ويضيف : "نأكل في حياتنا اليومية العادية الكثير من السعرات الحرارية، وهو ما قد يمنع الجسم من أداء المهام الأخرى بطريقة مناسبة، مثل الإصلاح الذاتي".
ويقول مهروف: "الصيام يصحح ذلك، على نحو يسمح للجسم بتوجيه الانتباه إلى وظائف أخرى. لذا يفيد الصيام الجسم عن طريق تسهيل الشفاء ومنع الالتهابات ومكافحتها".
وخلال المرحلة الرابعة أيام 16 إلى 30 من الصيام، أي النصف الأخير من شهر رمضان، يكون الجسم متكيفا تماما مع عملية الصيام ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد الآن لفترة لعملية التخلص من السموم الآن. يقول مهروف : "صحيا، في هذه المرحلة ، يجب أن تعود وظيفة العضو إلى أقصى أداء. قد تتحسن الذاكرة والتركيز وقد يتوفر المزيد من الطاقة".
ويضيف : "لا يجب أن يلجأ الجسم إلى البروتين للحصول على الطاقة. يحدث هذا عندما يدخل في حالة "الجوع الشديد" وتُستخدم العضلات للحصول على الطاقة، أثناء الصيام المتواصل لفترات طويلة من أيام إلى أسابيع".
ويقول مهروف : "بينما تمتد فترة الصيام في رمضان من الفجر حتى الغسق فقط، تتوافر فرصة كافية لإعادة تزويد أجسامنا بالأطعمة والسوائل التي تزودنا بالطاقة. ويحافظ ذلك على العضلات كما يساعد في إنقاص الوزن".
هل الصيام مفيد للصحة؟
يقول مهروف نعم، ولكن بشرط : "يفيد الصيام صحتنا لأنه يساعدنا على أن نركز على نوع الطعام الذي نتناوله ومتى. ومع ذلك، على الرغم من أن فترة الصيام لمدة شهر فترة جيدة، فإنه لا يُنصح بالصيام لفترات أطول على نحو متواصل".
ويقول : "لا يعد الصيام المستمر وسيلة جيدة لإنقاص الوزن على المدى الطويل، لأن الجسم سيتوقف في النهاية عن تحويل الدهون إلى طاقة، وبدلا من ذلك يتحول إلى العضلات، وهو غير صحي ويعني أن الجسم سيشعر بالجوع الشديد".
ويقترح مهروف أن الصيام المتقطع (باستثناء رمضان)، أو اتباع نظام غذائي 5: 2 (أي الصيام ليومين في الأسبوع وسط أيام يتوافر فيها الغذاء الصحي)، سيكون البديل الصحي الأفضل من الصيام المستمر لعدة أشهر في المرة الواحدة.
ويقول : "ينبغي أن يسمح لك صيام رمضان، إذا كان بالشكل الصحيح، بتجديد إمداد الجسم بالطاقة يوميا، مما قد يعني أنك تنقص وزنك دون حرق أنسجة العضلات القيمة".
قد يهمك أيضًا :
النوم الجيد يجنّبك تناول الكثير من السكريات
علماء يحددون الخلايا العصبية المسؤولة عن الشعور بالحاجة لتناول السكريات