أبو ظبي - سعيد المهيري
انطلقت فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر أبوظبي لطب العيون، والمعني بالقرنية والمشاكل المتعلقة بها، بمشاركة ما يزيد على 500 من أطباء واستشاري واختصاصي القرنية في العالم وداخل الدولة، و20 شركة عالمية متخصصة في جراحة القرنية، كما استضاف المؤتمر نحو 30 طبيبًا للحديث في المؤتمر، شكل المواطنون نسبة بلغت نحو 25% من إجمالي المتحدثين من نخبة أطباء أمراض القرنية عالميًا، واستطاع المؤتمر استقطاب أكثر من 170 من أطباء الدراسات العليا من دول الخليج، فيما أجرت المستشفيات الحكومية في إمارة أبوظبي، نحو 15 ألف عملية عيون هذا العام حسب الدكتور أحمد السعدي استشاري العيون ورئيس المؤتمر.
وأكد السعدي، أن المؤتمر يأتي تماشيًا مع رؤية الإمارات 2021 "متحدون في الصحة.. متحدون في التعليم"، ومع استراتيجية أبوظبي 2030، التي تهدف إلى اقتصاد مستدام مبني على المعرفة والاستثمار في الموارد البشرية، وليضيف لمنظومة المؤتمرات الموجودة في التخصصات الأخرى في دولة الإمارات، ويكون وداعمًا لحركة التعليم الطبي المستمر والدراسات العليا التخصصية في طب العيون وجراحاته، مشيرًا إلى إطلاق أول برنامج للدراسات العليا في طب العيون عام 2010، وحصل حديثًا على الاعتماد "GCI" من الرابطة الأميركية للتخصصات الطبية، من المجلس الأميركي لاعتماد برامج التخصصات الطبية العالمي، وتخرج منه حتى الآن 3 اختصاصيين في طب العيون، وتم قبول أحدهم لإكمال التخصص الدقيق والأبحاث في مايو كلينك، وحاليًا يكمل 7 أطباء الحصول على البورد، وسيستمر البرنامج بقبول طبيبين سنويًا ليكون رافدًا لاستمرار عملية التنمية البشرية والطبية في دولة الإمارات.
وشهد المؤتمر طرح ومناقشة ما يزيد على 60 ورقة عمل وصاحبه معرض طبي شاركت فيه كبريات الشركات المتخصصة في مجال العيون والقرنية، وتم عرض أحدث الأجهزة في طب العيون وجراحات القرنية، ليتمكن المشاركون من الإطلاع على أحدث التقنيات، ومنها أجهزة تصحيح عيون الانكسار وتصحيح النظر باستخدام الفيمتو سكند ليزر، وتم استضافة نحو 170 دارسًا في الدراسات العليا من كل دول مجلس التعاون للاستفادة من المناقشات ومد جسور التواصل، وتوثيق عرى التعاون بين الهيئات والمؤسسات الصحية في دول المجلس، وتم عقد جلسة حول تشخيص الأمراض السرطانية في العيون وفي القرنية والتهابات القطرية والبكتيرية للقرنية وعلاجها، وكذلك أسباب نقص الخلايا الجذعية للقرنية وعلاجها جراحياً، وآخر التطورات في أنواع القرنية الصناعية.
من جانبها، قالت الدكتورة آمنة المازمي طبيب عيون أن المؤتمر شهد الجمعة، مناقشة 25 ورقة عمل، تناولت عدداً من الأمراض وطرق العلاج الخاصة بالقرنية، وفي ورقة عمل حول أحدث طرق علاج أظفر العين تناولت طرق الجراحة مع عرض حالات معقدة وكيفية التعامل معها، وقالت: "انتهت الورقة إلى أن استخدام الصمغ المستخلص من الدم لتثبيت الرقعة المستخدمة في علاج أظفار العين تزيد من نسبة نجاح العملية وتحسن شفاء المريض، كما تم تقديم ورقة عمل حول عمليات زراعة القرنية الطبقية في مختلف أنواعها أمامية أو خلفية من القرنية، وتحتاج إلى ساعتين وفق أدق وأحدث زراعات القرنية في العالم وأكثرها دقة، باستخدام أحدث الأجهزة وبدقة أجزاء من المليمتر".
وقدمت الدكتورة المازمي شرحًا حول إعتام القرنية بعد الإصابة بالرمد الفيروسي حول علاج الحالات المستعصية الناتجة عن إعتام القرنية بسبب الإصابة، وقالت: أصبحت الإمارات بیئة جاذبة ومركز التقاء لمختلف النشاطات المعرفیة والثقافیة والعلمیة إقلیمیًا ودولیًا، وأضافت: "انطلاقًا من اهتمام الدولة وقیادتها بالتعلیم الطبي وتأسیسًا على تاریخ الدولة الحافل بالمبادرات التي تجمع الأشقاء، فقد جاءت فكرة تنظیم المؤتمر من مستشفیات أبوظبي الحكومیة، وبالتعاون مع هیئة أبوظبي للسیاحة لیشكل نواة لحدث سنوي یهدف إلى دعم التعليم الطبي المستمر في الدولة، وجمع أطباء الدراسات العلیا من دول الخلیج كافة، وتقدیم أفضل ما توصلت إلیه الأبحاث في طب العیون، ویهدف المؤتمر لدعم التعلیم والأبحاث لیشكل علامة فارقة في مجاله"، إضافة إلى إتاحة الفرصة لأطباء الدراسات العلیا للالتقاء بهذه المجموعة الفذة واستلهام أسالیب جدیدة وحدیثة في هذا المجال، وللإسهام في الابتكار وضمان التحسین والتطویر المستمر في القطاع الطبي في دولة الإمارات، مما یسهم في تحقیق الرؤیة الوطنیة لدولة الإمارات 2021.
من جانبه، أكد استشاري أمراض العيون في مستشفى خليفة الطبية حبيب الله اعتمادي، أن أهمية المؤتمر تنبع من كونه مؤتمرًا خاصًا بالقرنية في الشرق الأوسط وكل عام سيتم اختيار موضوع عن العين، يتم التركيز على حديثي التخرج في تخصص العيون لتدريبهم، وأن يكون هناك عدد أكبر من الأطباء، في هذه التخصصات، على أن يتم توطين قسم العيون بالكامل في مستشفى خليفة خلال 10 أعوام.
وأكد اختصاصي العيون وأحد الدارسين في برنامج تخصص العيون الدكتور محمد الكعبي، أن البرنامج يعتمد على 3 مستشفيات في إمارة أبوظبي في أقسام العيون "شبكية وقرنية"، وهي التخصصات الدقيقة في العيون، ومنها "القرنية، الشبكية، المياه الزرقاء وعيون الأطفال".. وأعصاب العيون، وأضاف: "يتم التعامل مع كل تخصص لفترة معينة والمشاركة في عمليات بإشراف الاستشاريين، ويتم تقييم داخلي للأطباء كل 3 شهور وتقييم نصف سنوي مع رئيس البرنامج، كما يتم إجراء اختبارات البورد العربي الذي يتقسم إلى قسمين الأول امتحانات كتابية وامتحانات عملية".
ويعتمد البرنامج على المهارات الجراحية التي يتم اكتسابها من الخبرات التي تم الحصول عليها خلال فترة التدريب داخل الدولة أو خارج الدولة، وهناك اهتمام من الاستشاريين بالفريق ضمن البرنامج شخصًا ومجموعًا من خلال الاحتكاك اليومي بالعيادات وغرفة العمليات، ومن خلال الحصص الأسبوعية لتمكين المنضمين للبرنامج من التخصص، ولفت إلى أن مدة البرنامج 4 سنوات، وأن البرنامج لا يقل كفاءة عن المطبق، في أفضل الممارسات في التخصص في الجامعات الكبرى حول العالم.