فيتامين "د"

انتشرت النصائح بكثرة قبل 4 أشهر والتي تدعو الى تناول فيتامين "د". وكانت واضحة وضوح الشمس في يوم صيف حار. فبعد 5 سنوات من الأبحاث، أعلنت وزارة الصحة العامة في إنجلترا وبشكل نهائي أنه على الجميع بحاجة إلى 10 ميكروغرام يوميًا من فيتامين "دي" لحماية عظامهم وصحة عضلاتهم. وقد اعتمد التقرير على توصيات اللجنة العلمية الاستشارية للتغذية حيث قام فريق من الخبراء المستقلين الذين كلفتهم الحكومة النظر في جميع الأدلة المقدمة وإعادة النظر في الدليل العام حول فيتامين "د" الذي يعود لعقود.

ويتكون فيتامين "دي" في الجلد. ويعمل عن طريق التعرض لأشعة الشمس خاصة في فصلي الصيف والربيع عندما تكون الشمس قوية والتي تعد المصدر الرئيسي لجميع الناس لتنشيط الفيتامين، بحيث يتمُّ تخزين الفائض في الدهون والكبد. ومع ذلك فإن هذا المخزون ينضب بشكل مطرد خلال أشهر الشتاء الباردة. ويمكن الحصول على فيتامين "د" من خلال تناول بعض المواد الغذائية مثل الأسماك الزيتية والكبد وصفار البيض والحبوب، ولكنه من الصعب الحصول على ما يكفي من الفيتامين بهذه الطريقة لهذا أوصت اللجنة العلمية الاستشارية للتغذية بأنه ينبغي لكل شخص أن يتناول 10 ميكروجرام من المكملات يوميا من فيتامين "د" خاصة في فصلي الخريف والشتاء. أما الذين نادرًا ما يتعرض جلدهم إلى الشمس مثل كبار السن يجب عليهم تناول هذه الكمية من الفيتامين بصورة يومية على مدار العام.

لكن كتبات الباحيثن في المجلة الطبية البريطانية ألقت الضوء على أمر مسبب للإزعاج. فبعد تحليل نتائج المئات من التجارب بما في ذلك عشرات الآلاف من المرضى، خلص الباحثون إلى أنه "لا يوجد دليل ثابت على أن مكملات فيتامين "د" تحسن من نتائج الجهاز العضلي الهيكلي" إذا لم تكن معرضًا للخطر مثل كبار السن وبعض الجماعات العرقية، وفي الوقت نفسه يقول خبراء آخرون، إن النصيحة الرسمية تسبب في الواقع في أن يتناول بعض الناس كيات كبيرة من فيتامين "د" وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة وقد يتسبب في نتائج عكسية في ضعف عظامهم بدلًا من تقويتها.

هل تسبب هذا في حيرتك؟ الأمر غاية في السهولة لنرَ لماذا؟  وأيّ من الخبراء على حق؟ وهل يجب عليك ان تستمر في تناول أقراص فيتامين "د"؟ فقد انقسم الجدل في المجتمعات الطبية والعلمية ما بين من يعتقد أن ثلث السكان يعاني من نقص في معدل الفيتامين "د"،  بينما يرى المشككون الذين يقولون إن المكملات هي عبارة عن علاج لأمراض مخترعة لا وجود لها على أرض الواقع، حيث يقول تيم سبكتور إننا "نرى إفراطًا في هاجس ليس في حقيقيته مرض". ويُعد تيم عالم الأوبئة الوراثية في "كينغز كوليدج" في لندن واستشاري الروماتيزم الذي يدير عيادة لعلاج هشاشة العظام في "غي" ومستشفى "سان توماس" في لندن.