مرض الزهايمر

كشفت أبحاث جديدة عن علاج لمرض الزهايمر بالموجات المغناطيسية لتنشيط المخ وتعزيز الذاكرة. وأظهرت أبحاث لعلماء في كندا، إمكانية تحسين الذاكرة باستخدام تقنية حديثة والتي تركِّز على منطقة من الدماغ خاصة بالمهارات الحسية.

ويسمى العلاج، بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (تمس)، يشتمل على غطاء الجمجمة وإرسال نبضات مغناطيسية من خلال فروة الرأس.  وقد أظهر بالفعل إمكانيته في علاج الاكتئاب، والفصام والصداع النصفي. ويجري باحثون في أستراليا حاليًا أول تجربة في العالم للعلاج مع مرضى الزهايمر.

وتظهر التقارير الأولية أن بعض المرضى المسنين يشهدون تحسنًا في الذاكرة والتركيز. شارك في الدراسة الجديدة، 17 شخصًا واستطاعوا بشكل أفضل تذكر نمط من النغمات في الاتجاه المعاكس بعد أن تلقوا العلاج بالتقنية الجديدة.

وقال الدكتور فيليب البوي، صاحب الدراسة، وهو طبيب نفسي في جامعة ماكجيل في مونتريال: " نعلم أن السلوك البشري يمكن أن يُعزّز بشكل خاص باستخدام تحفيز الذاكرة عن طريق التذبذبات الدماغية المستمرة التي تولد نفسها".  وفي حين أن هذه الدراسة خاصة بتحفيز الذاكرة السمعية، إلا أنه يمكن استخدام التقنية الحديثة في العمليات المعرفية المتعددة مثل الرؤية والإدراك، والتعلم".

وذكر الباحثون أن التقنية الحديثة "تمس"، يمكن استخدامها لتحسين الأداء العقلي للمصابين بالخرف. وأنهم يأملون أن يتمكنوا من معالجة فقدان الذاكرة الناجمة عن الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر. هناك ما يقدر من 850 ألف شخص بالغ في المملكة المتحدة مصابون بـ "الخرف"، وهو رقم من المقرر أن يرتفع إلى مليونين بحلول عام 2050 بسبب شيخوخة السكان.

وتساعد الأدوية الموجودة ببساطة الأعراض، ولكن فوائدها تزول مع مرور الوقت، ولسوء الحظ لاتناسب الجميع، مما أدى إلى انتشار المرض. وقال الدكتور روبرت زاتور من المشاركين في الأبحاث: "النتائج واعدة جدًا، وتقدم مسارًا للعلاج المستقبلي"، وأضاف:""نحن نخطط لبذل مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كان يمكننا أن نجعل تعزيز الأداء يستمر لفترة أطول، وإذا كان يعمل لأنواع أخرى من المحفزات والمهام".

وأعطى المشاركون مهمة تتطلب منهم حفظ تسلسل من النغمات ثم تشغيلها بالعكس وتمكنوا من التعرف عليها. وبعدها تم فحص أدمغتهم باستخدام تقنيات تعرف باسم ميج (ماغنيتنسيفالوغرافي) وإيغ (كهربية الدماغ)، والتي تسجل النشاط المغناطيسي والكهربائي في الخلايا العصبية، على التوالي.

 وعرف العلماء بالفعل أن الشبكة العصبية من الدماغ هي المسؤولة عن جوانب الذاكرة السمعية، وفي الداخل كانت هذه النبضات الكهربائية الإيقاعية والتي تسمى "موجات ثيتا"، دورها حتى وقت قريب لغزًا كاملًا. وكشفت الدراسة، التي نشرت في نيورون، عن دقة العلاقة بين موجات ثيتا والذاكرة السمعية، ويوضح كيف يمكن تعزيز الذاكرة.

ووجدت الدراسة ان الذاكرة تكون بحالة أفضل فقط عند استخدام تقنية "تمس" المطابقة لإيقاع موجات ثيتا الطبيعية في الدماغ. القدرة على تذكر الأصوات، وحفظها في أذهاننا، شيئا هاما لحياتنا اليومية. وبدون ذلك فإننا لن نستطيع فهم الجملة، أو القيام بالعمليات الحسابية البسيطة.

وأوضح سيلفان بايليت المشارك في الدراسة: "لفترة طويلة دور موجات ثيتا لم يكن واضحا، نحن نعرف الآن أكثر من ذلك بكثير عن طبيعة الآليات المعنية ودورها السببي في وظائف الدماغ." وكشفت نتائج البحث في الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات أن تقنية "تمس" أدت إلى تحسن في الذاكرة التي استمرت لمدة 24 ساعة.

وكان المشاركون في اليوم التالي الذين تلقوا العلاج أفضل بكثير في تذكر الجمع بين وجوه الإنسان والكلمات . وقال الفريق أن هذه التقنية يمكن أن تعالج اضطرابات الذاكرة الناتجة عن المرض والإصابة وحتى الشيخوخة.