السرطان

كشف علماء أميركيون عن البلدان التي لديها أعلى مستويات لمرض السرطان وأدنى مستوياتها إذ يموت أكثر الناس في العالم بسبب هذا المرض، وفي أكبر دراسة على الإطلاق لـ195 دولة، أنتج الباحثون أفضل عشر جداول لأفضل البلدان أداء وأسوأها بالنسبة إلى 29 نوعا من السرطان.

وتملك أستراليا أعلى مستوى شامل للحالات الجديدة للسرطان، استنادا إلى الأرقام من عام 2016، في حين أن منغوليا لديها أكبر عدد من الوفيات، أما سورية التي مزّقتها الحرب لديها أقل عدد من الحالات الجديدة وأقل عدد من الوفيات في جميع البلدان.

وتعدّ أمراض سرطان الرئة والأمعاء والثدي أكثر أشكال المرض شيوعا على مستوى العالم، في حين تعدّ أمراض الرئة والأمعاء والمعدة من أكبر الأمراض الفتاكة، والمملكة المتحدة لديها ثامن أعلى مستوى من التشخيصات الجديدة وهي أسوأ بلد أداء في العالم لورم "الظهارة المتوسطة" وهو السرطان الناجم عن التعرض "للإسبستوس".

ويقول الخبراء إن عدد أنواع السرطان التي تسببها عوامل نمط الحياة مثل التدخين واتباع نظام غذائي غير صحي في ازدياد، ولكن هناك "إمكانات كبيرة" لمنعها، وحللت دراسة العبء العالمي للأمراض (GBD) المستويات العالمية من 29 نوعًا من السرطان بما في ذلك الرئتين والدماغ والأمعاء والجلد والثدي والبروستاتا. وفي عام 2016 كان هناك 17.2 مليون حالة سرطان في جميع أنحاء العالم -28٪ أكثر مما كان عليه في عام 2006 و8.9 ملايين حالة وفاة بسبب هذا المرض، ووجدت الدراسة أن معدلات الوفيات انخفضت في معظم البلدان، لكن عدد الحالات الجديدة ارتفع.

وسرطان الثدي هو الذي يقتل معظم النساء، في حين أن سرطان الرئة أكثر فتكا بالنسبة إلى الرجال، وأكبر قاتل للسرطان عموما. والمملكة المتحدة الأسوأ لورم "الظهارة المتوسطة" النادرة، وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثامنة من حيث أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في العالم.

وورم "الظهارة المتوسطة" هو حالة نادرة والتي تبدأ عادة في الأنسجة حول الرئتين، ومن المعروف أن تكون ناجمة عن استنشاق ألياف الأسبستوس، والسرطان هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من الأمراض التي تسببها الخلايا تنمو دون حسيب ولا رقيب، وغالبا في الأورام.

ويمكن أن تظهر الخلايا السرطانية في أي مكان في الجسم البشري وتتكاثر لدرجة أنها تنتشر وتدمر الأنسجة السليمة، ويمكن أن يكون العلاج مرهقا وغالبا ما يتضمن عملية جراحية، أو باستخدام العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي فالأدوية التي تدمر الخلايا السرطانية ويمكنها أيضا تدمير الخلايا السليمة.

ووجدت دائرة الموازنة العامة أن عدد أنواع السرطان التي أسهمت بها خيارات الحياة غير الصحية ارتفع منذ عام 2006.

إمكانية للوقاية
تم تنظيم الدراسة من قبل جامعة واشنطن ونشرت في مجلة JAMA Oncology، وقالت الدكتورة كريستينا فيتزموريس من الجامعة: "على الرغم من أن الزيادة في سرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الجلد على مدى العقد الماضية أمر مثير للقلق، فإن إمكانية الوقاية كبيرة. وتجب مضاعفة جهود الوقاية الحيوية مثل مكافحة التبغ والتدخلات الغذائية والحملات الأوسع لتعزيز الصحة استجابة لهذا الارتفاع في أنواع السرطان المرتبطة بنمط الحياة".

وقام الباحثون بتحليل البلدان باستخدام مؤشر اجتماعي -ديموغرافي مفصل (SDI)- وهو مقياس لكيفية تطور بلد ما. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل، ﻳﺤﻈﻰ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪل ﻋﺎﻟٍ من الرعاية الصحية بانخفاض اﻟمرض، ﻓﻲ حين أن اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻓﻲ الرعاية الصحية ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺨﺼﻮﺑﺔ.

الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية أمر حيوي

من بين كل عشر نساء في أكثر الدول تقدما، يمكن أن يتوقعن أن يصبن بسرطان الثدي، في حين أن واحدة من كل 50 امرأة تحصل عليه في الدول الأقل تطورا ومع ذلك، فإن النساء في الدول منخفضة الرعاية الصحية والمواد الغذائية أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بمعدل أربع مرات.

وأضاف الدكتور فيتزموريس أن "ضمان الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية هو شرط أساسي للكشف المبكر عن السرطان ومعالجته. وتحسين الوصول إلى تقنيات التشخيص المتقدمة غير المتوفرة عادة في البلدان منخفضة الرعاية الصحية هو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الصحية على الصعيد العالمي".