واشنطن ـ يوسف مكي
يدَّعي العلماء بأن السيجارة الإلكترونية ذات النكهات المختلفة، تحتوي على مستويات خطيرة من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، حيث إنه معروف بالفعل أن المركبات السامة تشكل نتيجة لتسخينها السريع ما يعرف بالانحلال الحراري، لكن البحث الجديد كشف عن أن السوائل المنكهة تكون كميات كبيرة من "الألدهيدات" تتجاوز الحدود الصحية المسموح بها، وأن استنشاقها ولو حتى بنسبة صغيرة له علاقة بزيادة خطر السرطان أو الأمراض القلبية. وأشارت النتائج التي تدعو للقلق أن هذا يحدث بسبب وجود 8 آلاف نكهة متوفرة في الأسواق وبعضها مصمم خصيصًا لجذب الشباب. وتستخدم هذه المنكهات في السجائر الإلكترونية والتي وجد سابقًا أن معظمها يستخدم في الأطعمة، وبالتالي فهي تمر باختبارات السلامة، ومع ذلك فإن هذا ينطبق عليهم في حالة الأكل وليس الاستنشاق.
وقام باحثون من معهد بحوث الصحراء في "نيفادا" بقياس تركيزالألدهيدات من بين 12 ألدهيد في "الإيروسولات" التي تنتجها 3 أجهزة مشتركة من السيجارة الإلكترونية وذلك لتحديد ما إذا كانت هناك إضافات أثرت على إنتاج المواد الكيميائية أثناء الاستنشاق، وجرى اختبار 5 نكهات مختلفة على كل جهاز وتم استخدام اثنين من السوائل الإلكترونية التي لا تحتوي على نكهات، كما تمت محاكاة الاستنشاق الحقيقي على كل جهاز من خلال نفخة مدتها 4 ثوانٍ تستغرق 40 ملم، بعدها راحة لمدة 30 ثانية بين كل نفخة. واكتشف الباحثون أن السوائل التي تحتوى على نسبة عالية من المنكهات أنتجت كميات كبيرة من الإيروسولات بسبب عملية الانحلال الحراري.
وفي كل تجربة تتخطى كمية الألدهيدات الناتجة التوصيات الصحية بالتعرض الى مواد كيميائية خطرة. وسأل أندري خيلستوف وهو كبير الباحثين "كيف يمكن لهذه المركبات المنكهة في السيجارة الإلكترونية السائلة أن تؤثر على التركيب الكيميائي وسمية البخار الذي تنتجه السيجارة . وقال هذا أمر غير معروف علميًا حيث تظهر نتائجنا أن انتاج الألدهيدات السامة يعتمد بشكل كبير على تركيز المركبات المنكهة". وأضاف: أن "نفخة واحدة من أي سائل منكه من التي اختبرناها تكشف تعرض المدخن مستويات خطيرة غير مقبولة من الألدهيدات معظمها ينشأ من التحلل الحراري لهذه المركبات المنكهة، وتظهر هذه النتائج الحاجة لإجراء مزيد من التحقيقات الكافية بشان تأثيرات الإضافات المنكهة على تشكيل الألدهيدات وغيرها من المركبات السامة في أبخرة السيجارة الإلكترونية".
ويترتب على هذا ارتفاع سريع لاستخدام السجائر الإلكترونية في السنوات الأخيرة خاصة بين المدخنين الذين يحاولون خفض معدل التدخين أو الإقلاع عنه. أما بشأن الأدوات التي تقدم النيكوتين عن طريق تسخين البروبلين غليكول (في السيجارة السائلة) لينتج الإيروسولات (عادة ما تسمى "بخار") الذي يتم استنشاقه، وقد كشف مركز السيطرة على الأمراض أن هناك 2.4 مليون طالب ما بين المرحلة الإعدادية والثانوية يستخدم السجائر الإلكترونية في عام 2014، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يوجد ما يقرب من شخص من بين كل 6 أشخاص في بريطانيا الآن يستخدم هذه الأجهزة أي بمعدل 15.5% مقارن بـ 8.9% قبل عامين.
ويرجع الأطباء أن استخدام السجائر الإلكترونية إلى أنها وسيلة للإقلاع عن التدخين. وقد قامت خدمات الصحة الوطنية بإجراء مسح لأول مرة من أجل التعرف على وصف هذا الجهاز. وفي حين أنه تم توثيق آثار دخان السجائر العادية على صحة الإنسان بشكل جيد وأن الأبحاث على السجائر الإلكترونية لا تزال في مراحلها الأولى، فإنه من المعروف أنها تحتوي على واحد من مليون من المواد الأكثر ضررًا من الهواء الملوث.
وقد وجدت الأبحاث السابقة أنها تحتوي على سموم مرتبطة بمشاكل الخصوبة، ومشاكل تؤثر على نمو الجنين واضطراب الغدة الدرقية. ونشرت الدراسة الجديدة في العلوم البيئية والتكنولوجيا في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية.