الإصابة بمرض الخرف

كشفت إحصاءات جديدة تبدو مروّعة أن حالات الخرف أصبحت سببًا رئيسيًا في الوفاة في كل من إنجلترا وويلز، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأضافت الصحيفة أنه للمرة الأولى يصبح مرض الخرف، والذي يرتبط بالإصابة باضطرابات عصبية، متجاوزا لحالات الوفاة المترتبة على الإصابة بأمراض القلب، حيث كان هذا المرض هو السبب في أكثر من 61 ألف حالة وفاة منذ عام 2015، وهو ما يمثل حوالي 11% من إجمالي عدد الوفيات خلال هذا العام.

وأوضحت "ديلي ميل" أن البيانات الجديدة الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني تبين أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض القاتل إذا ما تمت مقارنتهن بالرجال. ويعتقد خبراء هذا يمكن أن يقوض ما يثار حول أن النساء يعشن أطول من الرجال، ففي ظل مخاطر الإصابة بالخرف تبدو حياة العديد من السيدات مهددة بالخطر.

ومن المعروف أن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاما دائما ما يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض نتيجة لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض، على غرار ارتفاع ضغط الدم والتغيرات في الجهاز المناعي. إلا أن المعدلات المتزايدة للوفيات بسبب الإصابة بهذا المرض يمكن أن تشهد تراجعا ملحوظا، في ظل زيادة قدرة الأطباء على تشخيص الحالات في وقت مبكر.

وأظهرت البيانات الجديدة أن الإصابة بالخرف تقتل أعدادًا أكبر من النساء، حيث تصل إلى ضعف أعداد الرجال الذين يموتون من جراء الإصابة بالمرض نفسه، حيث وصل عدد النساء الذين توفوا من جراء المرض في 2015 إلى أكثر من 41 ألف امرأة من بين 61 ألف شخص هم مجموع من توفوا بسبب الإصابة بهذا المرض.

وذكرت اليزابيث ماكلارين، أحد كبار مسؤولي مركز الإحصاءات في العاصمة البريطانية لندن أنه "في عام 2015، أصبحت الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر من الأسباب الرئيسية للوفاة بسبب أن التحسن الكبير في قدرات الأطباء على تشخيص الأمراض الأخرى مبكرا ساهم بصورة كبيرة في أن تكون حياة الناس أطول، وبالتالي صعود هذا المرض ليكون بمثابة تهديد حقيقي لحياة الإنسان."

وأضافت أنه بالرغم من ذلك فإن الإصابة بأمراض الشريان التاجي في القلب مازالت السبب الأول في وفاة الذكور، حيث أظهرت الإحصاءات أن ما يقرب من 37 ألف رجل توفوا بسبب أكثر الأمراض القاتلة على سطح هذا الكوكب، والذي يصاب به الإنسان من جراء الإفراط في التدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم بنسبة كبيرة.

في حين أن الخرف كان قاتلا لحوالي 20 ألف شخص من الذكور.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن الوفاة بسبب الإصابة بالخرف تزايدت لأكثر من الضعف خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أنه بالرغم من ذلك تبقى الإصابة بأمراض الشريان التاجي في القلب هي السبب الأول والرئيسي للوفاة، حيث أن المسئول عن وفاة سبعة ملايين انسان سنويا.

وبحسب الإحصاءات المنشورة، فإن الأسباب الرئيسية للوفاة تراجعت بصورة كبيرة إذا ما قورنت بعام 2011، إلا أن الإحصاءات الحديثة أظهرت أن هناك قدرا كبيرا من التباين في الفئات العمرية الأكثر عرضة للوفاة بسبب مرض الخرف، حيث أنه كان الخرف والزهايمر سببا في موت الأشخاص الذي تتجاوز أعمارهم ثمانين عاما، إلا أن الأمر يبدو مختلفا الان. الانتحار هو السبب الرئيسي لوفاة الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عام، في حين أن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي في وفاة السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 49 عام، بينما إذا تم تجميع كل أنواع الإصابة بالسرطان، فنجد أن نصيب المرض اللعين يصل إلى حوالي 27.9 في المائة من كل حالات الوفيات بين مختلف الأعمار.

أما أمراض الدورة الدموية، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية مسؤولة عن 26.2 في المائة.

ولفتت هيلاري إيفانز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة إلى أن "هذه الأرقام تلفت الانتباه مرة أخرى إلى حقيقة مقلقة للغاية تتمثل في أنه لا أحد ينجو من الإصابة بمرض الخرف في الوقت الراهن."

وأضافت أنه مع تزايد أعداد الناس الذين يعانون من الخرف بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، تظهر الحاجة الملحة للعلاجات التي يمكنها وقف أو على الأقل إبطاء الأمراض التي تدفع إلى هذه الحالة المدمرة.