لندن ـ كاتيا حداد
بعد إصدار حبوب منع الحمل لأول مرة عام 1960، انتشرت مخاوف حول ما إن كانت العقاقير تسبب الإصابة بمرض السرطان، وأجريت أبحاث كثيرة منذ تلك الفترة التي وجدت صلة بين الحبوب وخطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
وارتبطت نتائج الدراسات بالعقاقير التي تحتوي على جرعات عالية من الإستروجين وأنواع مختلفة من البروجستين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وحلل الباحثون بيانات 54 دراسة عام 1996، حيث اكتشفوا أن الكثير من الأبحاث تشير إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي عند تناول حبوب منع الحمل، وأشار التحليل إلى أن الخطر زال فقط بعد عشر سنوات من التوقف تناول الحبوب.
ثم وجدت دراسة مهمة عام 2017 بعد تحليل بيانات 1.8 ألف امرأة دنمركية، أن حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين بالإضافة إلى زرع اللولب الرحمي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي (إصابة امرأة واحدة بين 7690 امرأة كل عام وهذه النسبة ضئيلة).
وأشارت هذه الدراسة أيضًا إلى أن الخطر المتزايد يتضاءل بمجرد توقف الشخص عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
ونفس الكلام يعود إلى مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم أي أنها ضئيلة ويمكن أن يزول الخطر مع توقف استخدام الحبوب.
من جهة أخرى يمكن لحبوب منع الحمل أن تقي من الإصابة ببعض أنواع السرطان والأمر يتعلق بسرطان عنق الرحم، حيث وجد تحليل 16 دراسة عام 2017 في مجلة طب النساء والتوليد، أن استخدام اللولب الرحمي مرتبط بمعدل إصابة أقل بسرطان عنق الرحم.
كما وجد تحليل عام 2013 لمجموعة دراسات، الذي نشر في مجلة أمراض النساء والولادة، أنه يمكن لمرأة واحدة الوقاية من المرض من بين 185 امرأة يتناولن حبوب منع الحمل لمدة خمس سنوات.
ثم جاء بحث تحليلي، نشر في مجلة لانسيت، إلى استنتاج أن استخدام حبوب منع الحمل لمدة 10 سنوات يقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم من 2.3 في المئة إلى 1.3 في المئة.
وبالطبع فإن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية هو مجرد واحد من عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مخاطر الإصابة بالسرطان، وتشمل العوامل الخرى تاريخ العائلة والميول الوراثية والتدخين ووزن الجسم والنشاط البدني واستهلاك الكحول والنظام الغذائي.
وإذا كنت تعاني من سرطان الثدي أو أصبت به، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بتجنب استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، يمكن للهرمونات الموجودة في هذه المنتجات، أن تحفز نمو بعض أنواع سرطان الثدي.
قد يهمك أيضًا :