عادات الأكل الصحية

تعكس الكثير من سلوكياتنا ونحن كبار أشياء تعلّمناها في فترة مبكرة من حياتنا، على سبيل المثال عادات الأكل الصحية أو غير الصحية التي نكتسبها في طفولتنا تبقى معنا حين نكبر إذا لم نراجع أنفسنا ونبذل جهدا لتغييرها. اعلمي أن أطفالك، شئت أم أبيت، يلتقطون منك الكثير من عاداتك وفي ضوء هذا، هناك الكثير مما يمكنك صنعه كأب أو أم لتعزيز عادات الأكل الصحية وارتباطات الطعام في أذهان صغارك.

العديد من مفاهيم التغذية وتناول الطعام التي كانت سائدة منذ 20 أو 30 عاماً مضت عفا عليها الزمان أو اعتبرت غير فعالة الآن، ولم تعد الأوامر المنزلية مثل: "أنهِ كل الطعام في طبقك"، تفلح كسابق عهدها، وتحتاج إلى تعديل لتتناسب مع أسلوب تغذية وتنشئة الأطفال في عالم اليوم. يوضح لك خبير التغذية لويز باركر، التي ساعدت ممثلة هوليوود إيما تومبسون، على كيفية تناول موضوع فقدان الوزن مع أطفالها لضمان أن يكون لديهم موقف صحي من الطعام وممارسة الرياضة أثناء نموهم، كيفية تشجيع أطفالك على تناول الطعام الصحي، واكتساب عادات أكل سليمة:

أولا: يجب تحديد مصادر الطعام. يعود للأهل أنفسهم أن يقرروا أنواع الطعام المتوافرة في المنزل ومواعيد تقديمها. صحيح أن الأطفال يفضلون عموما الأطعمة غير المغذية والوجبات الخفيفة والسريعة، لكن يجدر بالأهل أن يكونوا حاسمين لناحية نوعية الأطعمة المتوافرة في المنزل. وتذكري دوما أن الأطفال يأكلون أي شيء متوافر في البراد وخزانة المطبخ. لذا، اشتري الوجبات الصحية واحفظيها في مطبخك لتقديمها لأطفالك.

ثانيا: يجب أن تتخلي عن الفكرة القائلة بضرورة إنهاء كل الطبق قبل النهوض عن المائدة. لقد تربى العديد من الأهل على هذه الفكرة، لكنها فكرة غير صحيحة البتة، فاختصاصيو التغذية يشددون على ضرورة التوقف عن تناول الطعام عند الإحساس بالشبع. لذا، علّمي طفلك أن يستجيب إلى إحساس الشبع لديه كي لا يميل إلى الأكل بإفراط.

ثالثا: تطوير العادات الصحية في سن مبكرة. يؤكد الأطباء أن تفضيلات الطعام تبدأ في مرحلة مبكرة من الحياة. لذا، قدمي أنواعا مختلفة من الأطعمة لأطفالك.

ورابعا: الأخذ برأي الطفل في كمية الطعام. يحتاج الأطفال إلى إعطاء رأيهم في الأكل. لذا، حددي مواعيد الوجبات الرئيسية ومواعيد الوجبات الخفيفة، واعرضي على أطفالك مجموعة من الأطعمة المغذية كي يقرروا بأنفسهم الأنواع التي يريدونها والكميات التي يريدونها.

ويجب تنويع قائمة طعام الأطفال. شجعيهم على تجربة أطعمة جديدة. قد يحبون مذاقها ويستغنون حينها عن أطباقهم التقليدية. الحلويات بين الحين والآخر. لا بأس في تقديم الحلويات بين الحين والآخر، شرط أن لا تتحول تلك الحلويات إلى السبب الرئيسي لتناول الغداء أو العشاء. 

كوني المثال الجيد. الطفل يقلد أهله. وإذا تناول الأهل طعاما صحيا، سيتناول الطفل حتما طعاما صحيا. علمي طفلك العادات السليمة للأكل، وكوني المثل الجيد أمامه. اختاري الوجبات الخفيفة المغذية، وتناولي الطعام دوماً أمام المائدة، ولا تفوّتي أية وجبة طعام.​