متلازمة الإعياء المزمن

كشف باحثون أنَّ متلازمة التعب المزمن ليست عبارة عن اضطرابات نفسية كما كان يُعتقد سابقا، وذلك بعد العثور على أدلة على أن الحالة ناجمة عن تغيرات في كيمياء الدماغ، حيث استمر الجدل منذ ما يقرب من 30 عاما بشأن ما إذا كانت الحالة المنهكة التي تسبب الألم، والتعب الجسدي والعقلي، والخلل المعرفي هي مرض حقيقي بينما تكهن النقاد أنه كل ذلك يتعلق فقط بالذهن.
 
وقد وجد الباحثون الآن أن المستويات متغيرة في جزيء المخ والتي تسمى "miRNA" في المرضى، وهو المسؤول عن تحول إنتاج البروتين وإيقافه، مما يتسبب في وقت لاحق بأعراض متعبة، وبهذا تضع النتائج الأساس لتحسين علاج وفهم الاضطراب الذي يصيب ما يقرب من ثلاثة ملايين أميركي، حيث تؤثر متلازمة الإعياء المزمن، والمعروفة أيضا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي على ما بين 836 ألف و2.5 مليون أميركي، وتعتبر أكثر شيوعًا في الأعمار التي تتراوح بين الـ40 والـ50 وفقا لتقرير الأكاديمية الوطنية للطب، وأجرى الباحثون دراسات حول المرضى الذين يعانون من مرض حرب الخليج أو متلازمة حرب الخليج، والذي يسبب أعراض مشابهة بما في ذلك التعب المزمن، والألم العضلي الليفي وآلام المفاصل.

وقد تطور مرض "حرب الخليج" لدى أكثر من ربع قدامى المحاربين في حرب الخليج (697،000 جندي) في الفترة ما بين عامي 1990-1991 والذين تعرضوا لمجموعات من غازات الأعصاب والمبيدات وغيرها من المواد الكيميائية السامة التي قد تسبب الأعراض. بينما تتشارك الاضطرابات نفس الأعراض، مثل التعب الجسدي والعقلي الشديد، والخلل الإدراكي، وآلام المفاصل، والصداع والأعراض التي تشبه الأنفلونزا.

وتقدم الدراسة التي أجراها المركز الطبي لجامعة جورج تاون رؤى هامة في كيمياء الدماغ لهذه الاضطرابات التي يمكن الآن التحقق منها، وقال كبير الدارسين الدكتور جيمس بارانيوك: "سيتم استقبال هذا الخبر بشكل جيد من قبل المرضى الذين يعانون من هذه الاضطرابات الذين يتم تشخيصهم خطأ وبدلا من ذلك يمكن علاجهم من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى".
 
ويعتقد أن متلازمة التعب المزمن هي نفسية، وغالبا ما تسمى "أنفلونزا اليوبيل". وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة للاضطرابات غير معروفة، فقال البروفيسور بارانيوك مستويات "ميرنا" في هذه الاضطرابات مختلفة عن تلك التي تكون في حالة الاكتئاب، ومرض الزهايمر، مما يشير إلى أن متلازمة التعب المزمن وأمراض حرب الخليج بأنها أمراض مختلفة.