لندن ـ كاتيا حداد
أكدت دراسة جديدة أنّ مرضى السكري هو الأكثر عرضة بمعدل مرتين لتطوّر مرض إعتام عدسة العين أكثر من البالغين الذين لا يعانون من الحالة القاتلة، وأوضحت الدراسة أن النساء المصابات بالسكري يعانين من خطر أكبر من إعتام عدسة العين، السبب الرئيسي للعمى في جميع أنحاء العالم والذي يبدأ بوجود غيوم في عدسة العين.
وخلصت الدراسة التي استمرت 15 عاما إلى أن المرضى في منتصف العمر أكثر احتمالا بنحو 6 مرات لتطوير حالة فقدان الرؤية التدريجي، ومن غير المؤكد لماذا يؤدي مرض السكري إلى إعتام عدسة العين، ومع ذلك، تقول الجمعيات الخيرية إن الحالة تحدث كمضاعفات معروفة للبالغين الذين يعانون من سوء إدارة مستويات السكر في الدم، وتتكلف جراحة إعادة الرؤية لكل عين 750 جنيها إسترلينيا والتي تغيّر حياة المرضى وتعيدهم إلى حياتهم الطبيعية.
وشملت الدراسة الأخيرة فريقا من الباحثين الدوليين من جامعة أنجليا روسكين، والمستشفيات الجامعية بريستول، وسويسرا وجامعة بوسطن. وتهدف الدراسة إلى تقييم معدلات الإصابة بالمياه البيضاء لـ56000 مريض، وجميعهم فوق سن 40 عاما، مع مرض السكري، إذ يعد إعتام عدسة العين من المضاعفات المعروفة لمرض السكري، وتمت متابعة كل المشاركين لمدة 15 عاما.
ووجد البحث، الذي نشر في مجلة إي، أن إعتام عدسة العين تم تشخيصه بمعدل إجمالي قدره 20.4 لكل 1000 شخص مصاب بمرض السكري. وبالمقارنة، تم تشخيص 10.8 حالات لكل 1000 من الأشخاص عموما مع إعتام عدسة العين، والذي يرتبط أيضا التدخين، ووُجد أن مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و54 هم أكثر احتمالا لتطور المرض وحدوث اعتمام عدسة العين عن غيرهم غير المصابين، مع خطر قدر بـ4.6 أضعاف، وفقا للنتائج كان الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و54 هم أكثر عرضة تقريبا لتطور إعتام عدسة العين بـ6 مرات.
وقال البروفيسور روبرت بورن، المؤلف المشارك في جامعة أنجليا روسكين إن "إعتام عدسة العين هو السبب الرئيسي للعمى في جميع أنحاء العالم، ويعرف بأنه انخفاض في شفافية العدسة البلورية"، وأضاف أن "عوامل الخطر الرئيسية، إلى جانب التقدم في السن، هي التدخين والتعرض لأشعة الشمس، واستخدام الكورتيزون"، وقال "لا تزال العلاقة المحتملة بين جنس المرأة وإعتام عدسة العين مثيرة للجدل"، وأشارت العديد من الدراسات إلى أن مرض السكري هو عامل خطر لإعتام عدسة العين.
يُذكر أن 3.8 ملايين مريض مصاب بالسكري في المملكة المتحدة مع 90% يعانون من النوع الثاني، وتكلف أدوية علاج السكري منظمة NHSعشر ميزانيتها السنوية، أما في الولايات المتحدة بها 29 مليون مريض، بين النوع 1 و2، وينتج النوع الثاني في كثير من الأحيان عن أنماط الحياة الفقيرة، وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا يقول إن العالم يواجه "وباء السكري المتزايد الذي يحتمل أن تكون له أبعاد مدمرة في عام 2004".