لندن - ماريا طبراني
تتأثّر الذاكرة البشرية بتقدّم العمر، بسبب ما يسمي بانزلاق في الذاكرة تختفي منها أشياء كثيرة بينما تظل ذكريات أخرى في غرفة من غرف الذاكرة، يمكن استدعاؤها في أي وقت يطلبه الشخص.
وتعتبر الصلة التي يشكّلها الأشخاص بين المعلومات "على سبيل المثال، متى وأين وقع الحدث، من الذي كان هناك، أو ما المشاعر التي انتابتنا في ذلك الوقت"، أحد الجوانب الهامة لتكوين الذاكرة والاحتفاظ بها، ولا تعمل تلك التفاصيل ككلمات دالة ومساعدة في عملية البحث التي يتم إجراؤها في الذاكرة فحسب بل تسرّع وقت السفر العقلي لاستدعاء تلك الذاكرة.
وكشف العلماء أن كل شيء يحدث إلى الإنسان بشكل دائم، يُعرف باسم "الألفة"، والتي يعنون بها أن هناك شعورًا عامًا بالمعرفة وتذكر كل شيء، إلا أنهم لا يستطيعون تحديد أين ومتي، على سبيل المثال، يمكنك رؤية شخص في السوبر ماركت أو في وسائل النقل العام ويبدو لك على الفور مألوف جدًا، ولكن لا يمكن تذكّر من هو، من ثم فعملية الألفة سريعة جدًا، بينما تذكّر التفاصيل أمر مرهق وبطيء نسبيُا، وبصرف النظر عن الاختلافات السلوكية والظواهر التي تسبب الألفة إلا أن الأبحاث أشارت إلى أن مناطق مختلفة من الدماغ تكمن وراء هذه الظواهر.
وأظهرت الأبحاث أن القدرة على استرجاع تفاصيل حدث ما، تنخفض مع تقدّم السن، في حين لا تزال الألفة لا تتغير بغض النظر عن العمر، وأن السلامة الهيكلية للحُصيْن تنخفض مع زيادة العمر، وهو الجزء التشريحي المسئول عن عملية التذكر، أي أن هناك مناطق في الدماغ مثل الحصين تعتبر مهمة للتذكر تميل إلى الانخفاض في الحجم، في حين أن المناطق التي تدعم الألفة لا تزال سليمة مع تقدّم السن.
وتحدّث العلماء عن آليات ردع تغييرات سن الشيخوخة، مشيرين إلى أنه "في الواقع ليس هناك حبوبًا سحرية أو غذاء يمكن أن يحمينا، تشير البحوث إلى عدد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تخفيف بعض الآثار الصعبة من الشيخوخة على ذاكرتنا، أولا تعمل على حل الكثير من الكلمات المتقاطعة والألغاز سودوكو، إنها فكرة بديهية: حيث أن المخ عبارة عن عضلات، علينا أن ندربها إلى أقصى حد ممكن للحفاظ عليه، وفي أحسن الأحوال، يمكنك أن تتوقع الحصول على جيد جدا في القيام بحل الكلمات المتقاطعة وسودوكو، ولكن نقل هذه المهارات إلى أنواع أخرى من القدرات التي هي أبعد، مثل أن تكون أكثر قدرة على التفكير المجرد أو تذكر مزيد من المعلومات، لذلك، يجب عليك الحفاظ على القيام بتلك اللعبة، وفي طريقة أكثر عرضة للمساعدة هو مجرد الانخراط أكثر في ممارسة الرياضة البدنية، وتعد فائدة ممارسة الرياضة فائدة مزدوجة إذا أنها لا تؤثر فقط على صحتك الجسدية بل وعلى النفسية أيضا، شيء بسيط مثل المشي السريع، أو أي شيء يعمل على ضخ الدم من القلب يظهر فوائد قوية لأداء الذاكرة"، وقد أشارت الأبحاث أيضا إلى أن مناطق الدماغ مثل الحصين تعتبر هامة لزيادة عرض ذاكرة في حجم نتيجة التمارين الرياضية".