لندن - كاتيا حداد
كشف خبراء أن هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة لتربية الطفل على الطعام النباتي. فقد اُتهمت أم من ولاية بنسلفانيا في وقت سابق من هذا الشهر بتعريض حياة طفلها إلى الخطر وذلك لتغذية طفلها على كمية صغيرة من المكسرات والتوت فقط.
وفي إيطاليا، بعد أن أُدخل عدد من الأطفال نباتيي التغذية إلى المستشفى، تم اقتراح مشروع قانون لتجريم فرض نظام غذائي على الأطفال دون سن 16. وفى نفس السياق ردا على هذا القانون قال الإباء الذين يربون أطفالهم على اتباع الحمية الغذائية أن هذه الحالات ليست حول التغذية النباتية إطلاقا بل هي حالات إهمال. فقالت فولوفيا سيرا، من كولورادو، التي تربي ابنها البالغ من العمر سنة على الغذاء النباتي، أن هذا القانون غير عادل لأولئك الذين يربون أبنائهم على الغذاء النباتي بالطريقة السليمة. وأضافت إنهم يركزون على العناصر النباتية في أكلهم، وذلك لا يعني أنهم لا يطعمون أبنائهم.
وخصصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال فصلا خاص من كتاب طب الأطفال والتغذية للنظام الغذائي النباتي. وتصف فيه كيف يمكن توفير نظام غذائي متوازن عن طريق التغذية السليمة والتخطيط الغذائي. فيما قالت شيلا ماغا، أخصائية الغدد الصماء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية أنه بالنسبة للأطفال بشكل عام يمكن القيام بنظام غذائي نباتي آمن، ولكن يجب أن يكون بمشاورة طبيب أطفال أو مقدم الرعاية الصحية. حيث تعتبر هذه هي الأوقات الحرجة لنمو الدماغ، ولا بد من تقديم العناية فيها للأطفال بحذر.
وأول غذاء مثالي للأطفال هو حليب الأم، وكثير من الأمهات الذين يبنون الغذاء النباتي يقومون بعميلة الإرضاع. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون أو لا يريدون، تقول الدكتور "ماغا" إن الخيار الآخر الوحيد والبديل عن اللبن هو ذلك الغذاء المعتمد على فول الصويا. فالعناصر الغذائية الأساسية لنمو الأطفال هي فيتامين B-12 وفيتامين (د)، وكذلك الحديد والزنك والكالسيوم. والحصول على ما يكفي من B-12، الذي يأتي من الحليب والبيض، هو مصدر قلق في النظام الغذائي النباتي حيث أن النقص فيه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عصبية. وتعتبر الأخبار التي تتناوَل الحديث عن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مقلقله جدا للآباء والأمهات الذين فعلوا ما يتوجّب عليهم فعله وعليهم الدفاع عن أنفسهم مرارا وتكرارا.
وقالت ريد مانجلاس أخصائية التغذية في ولاية ماساشوستس، التي تعمل لدى مجموعة الموارد النباتية، وهي منظمة تعليمية غير ربحية، إن المشكلة ليست في الجزء النباتي من النظام الغذائي، ولكن من عدم كفاية النظام الغذائي. فينبغي على الآباء الذين يربون أطفالهم على نظام نباتي معرفة الحقائق حول هذا النظام، مثل كيفية توفير الأطعمة النباتية والمكملات الغذائية لفيتامين B-12 كافي وكذلك عليهم معرفة من أين يمكن لأطفالهم الحصول على الكالسيوم. وبالنسبة لأولئك الذين يشكّكون في سلامة تربية الأطفال على نظام نباتي، فتقول إن:"الأطباء يقولون إننا نقوم بالشيء الصحيح".
وعلى النقيض أظهر تقرير الأطباء حول الطفل الذي اُتهمت امه بإساءة تغذيته أن الطفل لديه تأخُر في النمو، ولا يستطيع الزحف لأنه يعاني من سوء التغذية. وجاء في الشكوى أيضا النظام النباتي تسبّب أيضا في طفح جلدي سيئ. وهذا الأمر ليس مستغربا فكل بضع أعوام تتصدر قصص القبض على الآباء الذين يتسببون بسوء التغذية لأطفالهم الأحداث في الولايات المتحدة. لكن الحالات الحادثة في إيطاليا شغلت بال الإعلام الدولي.
ومن بين هذه القصص ما حدث في ولاية أريزونا، وألقي القبض على كيميو باركر في أبريل/نيسان 2005 وذلك لفرضها نظام غذائي على أطفالها الثلاثة حيث أنها هي ووالد الأطفال كانوا نباتيين. وحكم عليها بالسجن لمدة 30 عاما، بينما حكم على الأب، بلير باركر، بـ 15 عاما. أما في ولاية فلوريدا من العام نفسه، أدين كل من جوزيف ولاموي أندرسون مع إيقاف التنفيذ بسبب الإهمال الذي أدى إلى وفاة ابنهما البالغ من العمر 6 أشهر، الذي كان يتغذى فقط على عشب القمح، وماء جوز الهند وحليب اللوز. وفي جورجيا، حُكم على كلا من اليشم ساندرز ولامونت توماس بالسجن مدى الحياة لوفاة ابنهما البالغ من العمر 6 أسابيع، الذي مات جوعا بعد أن فرضا عليه اتباع نظام غذائي محدود جدا من حليب الصويا وعصير التفاح.