لندن - سليم كرم
يعتقد بعض النساء الحوامل، أنه من المفترض تناول ضعف وجباتهن كأنما يأكل فردين، حيث أن الجنين يحتاج لتغذية مضاعفة، وأثبتت الدراسات أن مضاعفة الطعام يتسبب في مشاكل صحية كبيرة للأم وطفلها، واكتشف الباحثون أن السكريات التي تتناولها الأم، أثناء فترة الحمل قد تؤثر بشكل كبير على العمليات المهمة، في جسم الأم والطفل، هذه التغيرات تضع النساء، وأطفالهن في خطر كبير، للإصابة بكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري في المستقبل.
وكشف باحثون من جامعة كامبريدج عن هذه المضاعفات، بعد دراسة على فئران التجارب، لكنهم يعتقدون أن هذه المشاكل، تؤثر على النساء الحوامل في العالم الغربي، وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، ومن المعروف أن النساء اللواتي يعانون من السمنة أثناء الحمل، وأطفالهن يتعرضن لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، على مدى قريب من حياتهم، ويعتقد الباحثون أن الضرر الناجم عن الأطعمة السكرية والدهنية المستهلكة أثناء الحمل قد يفسر السبب.
وتحذر النساء على نحو متزايد من عدم اكتساب وزن أكبر من اللازم لأنه يثير خطر الإجهاض أو ارتفاع ضغط الدم أو الولادات المعقدة، وقالت الدكتورة سالي ديفيز، في 2015 إنه على النساء الحوامل التخلي عن أسطورة "تناولي الطعام كإثنين" حيث قد يتسبب في "تقصير" عمرها.
وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "نيس": "أن النساء بحاجة إلى تناول المزيد من الطعام في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل فقط، وحتى عندئذ يجب أن يكون لديهم فائض يومي كحد أقصى قدره 200 سعرة حرارية - أي ما يعادل كوب حليب كامل الدسم أو بسكويت الفطور"، وقالت الدكتورة أماندا سفيروزي-بيري، صاحبة الدراسة، من كلية سانت جون في كامبريدج، إن تناول السكريات بافراط والدهون يتسببان في تغير العمليات الحيوية في الأم والطفل.
وأضافت: "في أماكن مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، كثير من النساء في سن الإنجاب يأكلون أيضا كميات كبيرة من الدهون والسكريات بالرغم من التوصيات الغذائية الوطنية، مضيفة : "نحن نعلم أن السمنة أثناء الحمل تتسبب في خطر الاصابة بمضاعفات صحية للأم والطفل أثناء وبعد الحمل".
وأكدت: "ما زلنا لا نعرف ما هي العواقب الدقيقة على الجنين، ولكن النتائج تطابق البحوث الحالية التي تشير إلى أن الطفل سوف يعاني من المشاكل الأيضية خلال مرحلة البلوغ"، وأوضحت الدكتورة سفيروزي بيري - الذي نشرت دراستها في مجلة علم وظائف الأعضاء - أنه لم يكن هناك حاجة للنساء الحوامل لتناول مزيد من السعرات الحرارية لتعديل عملية التمثيل الغذائي لضمان حصول الجنين على إمدادات كافية من المواد المغذية.
وفي الوقت نفسه، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ما يقرب من نصف النساء الحوامل البريطانيات يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن. ووجدت بيانات من هيئة الصحة الوطنية الرقمية في عام 2016 أن 19 % من النساء اللواتي يحضرن موعدهن الأول مع طبيب الحمل يعانون من السمنة المفرطة، و 26 % أخرى من زيادة الوزن.