لندن - كاتيا حداد
أكد علماء مشاركون في دراسة بحثية أنّ هناك زواحف، منذ عصور ما قبل الثدييات قبل أكثر من 300 مليون سنة، يرجع لها الفضل فيما يتعلق بجاذبية الأسنان، حيث أنها تطورت بمرور الزمن لتظهر أنواع متميزة من الأسنان.
وأوضحوا أن الثدييات، مثل الإنسان، لديها مجموعة من الأسنان التي تنقسم بدقة إلى ثلاثة أنواع متميزة من الأسنان، وهي القواطع في الجزء الأمامي من الفم، والأضراس عند الخدين، بينما النوع الثالث منها هو الأنياب.
وترجع هذه الحالة من الانفصال بين الأسنان إلى حوالي 300 مليون عام، وذلك في عصر الزواحف، قبل ظهور الثدييات، حيث يرى الباحثون أن البداية كانت بظهور نوع من الزواحف يبدو شبيهًا بالثدييات، وذلك قبل 259 مليون سنة، حيث ينتمي للسلالة التي أنجبت الثدييات.
وبعد مسح على رأس بقايا تلك الكائنات، وجد العلماء أن لديها هياكل تشبه القرون على الفكين العلوي والسفلي، واكتشفوا أنها كانت تستخدم في عملية الجذب الجنسي، بحسب الصحيفة البريطانية، وكانت الكائنات التي تمتلك أنيابًا طويلة وتشبه السيف أحيانًا غالبًا ما يُنظر لها على أنها تستخدم تلك الأنياب كوسيلة للصيد القاتل.
وأضاف الباحثون أن الكائنات ذات الأنياب الطويلة والحادة، ومازالت متواجدة حتى الآن، مثل الغزلان أو حصان البحر، غالبًا ما تستخدم أنيابها في إغواء الشريك أو لتخويف الأقارب. الكلاب البوليسية، تتسم بأنيابها الحادة، تتسم دائما بسماتها الجنسية.
وتم نشر تلك المعلومات في مجلة "بلوس وان" حيث استخدم العلماء تقنيات التصوير المقطعي والمسح الضوئي للكشف عن هذا السر، حيث أوضح البحث أن تلك الأنياب في كثير من الأحيان لم تكن تستخدم في القتال كما يعتقد البعض حيث كان دورها الأساسي هو جذب الشريك جنسيا. ولكن في أحيان أخرى، بحسب البحث المنشور، كانت تستخدم أيضًا تلك الأنياب في المنافسة الجنسية، موضحًا أن سلوك المنافسة الجنسية ليس بالأمر الجديد تمامًا ولكنه يرجع إلى حوالي 300 مليون سنة.
وصرّح أحد الباحثين المشاركين في البحث، لصحيفة بريطانية، بأن النتائج التي توصلوا إليها تثبت أن عمليات الانتقاء الجنسي ليس أمرًا حديثًا ولكنها ترجع إلى عصور ما قبل الثدييات، ولعبت دورًا رئيسيًا في وجودها. وأضاف أن هذا البحث ربما يساعد في فهم سلوك العديد من الكائنات، من الناحية الجنسية، ولا سيما الكلاب، خاصة وأن السلوك الجنسي له جذور عميقة وأبعد مما يتخيل البعض.
ويأتي هذا في الوقت الذي ينفق فيه البعض الآلاف من أجل الحصول على ابتسامة مثالية، يرى العديد من الباحثين أن هذا الأمر ليس بالجديد تمامًا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.