لندن - كاتيا حداد
توصلت أبحاث جديدة إلى أن النساء يشعرن بمزيد من الإجهاد إذا ما بقين وحدهن، أكثر من الرجال، وهو الأمر الذي يساعد بصورة كبيرة على وضع استراتيجيات للتعامل مع حالات الإجهاد التي تسيطر على جنس معين.
ويعتمد البحث، الذي قدمته جامعة كالغاري، على قياس مستويات الإجهاد لدى الذكور والإناث من الفئران، حيث أن نتائجه تبرز أهمية الشبكات الاجتماعية التي تبنيها الإناث للتخلص من حالات الإجهاد المتزايدة. ويفتح يفتح الباب في المستقبل أمام أبحاث أخرى لمناقشة ما إذا كانت الإناث تلجأ إلى إقامة علاقات صداقة مع الأخرين للمواجهة أثناء المواقف العصيبة.
وأوضح الدكتور غايديب بينز، أحد كبار العلماء الذين قاموا بالدراسة، أن "كثير من الكائنات، ومن بينهم البشر، يتجهون نحو استخدام التفاعل الاجتماعي كوسيلة للحد من أثار الإجهاد. في الواقع أن غياب تلك الشبكة الاجتماعية في ذاتها ربما يكون أمرًا مجهدًا". وأشارت الأبحاث إلى أن الفتيات يعتبرن أكثر حساسية نحو حالات الإجهاد الاجتماعي مقارنة بالرجال، وهو الأمر الذي يعني أن الشبكات الاجتماعية تعدّ أكثر أهمية للإناث منها للذكور، حيث أن الاناث، خاصة في سن مبكر، يكن أكثر حساسية للعزلة الاجتماعية عن الذكور.
واشتملت الدراسة عددًا من الفئران الصغيرة التي تم تسكينها في مجموعات من نفس الجنس، بعد ولادتها، بينما مجموعة أخرى تم فصلهم تمامًا عن رفقائهم لمدة تتراوح بين 16 و18 ساعة. وبعد انتهاء هذه الفترة، درس العلماء الأثار الناجمة عن تلك التجربة، ومدى تأثيرها على خلايا المخ التي تتحكم في إفراز هرمونات الإجهاد.
وأكدت لورا سينست، إحدى المشاركات في الدراسة، أن عزل إناث الفئران لمدة أقل من يوم واحد تؤدي إلى إفراز مادة كيمائية تسمى "كورتيكستيرون"، وهي المادة التي يتم إفرازها عند التعرض لمواقف تؤدي إلى الإجهاد، وهو الأمر الذي لم يظهر بوضوح لدى الذكور. وأظهرت نتائج التجارب أن صغار إناث الفئران، وليس الذكور، تتعامل مع العزلة الاجتماعية باعتبارها أحد أهم أسباب الإجهاد.
واكتشف أن ذكور وإناث الفئران شعرا بالإجهاد البدني بطريقة واحدة، حيث كانت 20 دقيقة من السباحة كافية تمامًا، ليجد العلماء رد فعل واحد من الجميع، وهو الأمر الذي يعكس أن حساسية الجنسين تجاه الإجهاد البدني تبدو واحدة. وبيّنت دينارا بيموخاميتوفا، أحد المشاركات في الدراسة، أن النتائج التي توصل لها العلماء ربما تثير تساؤلًا يبدو في غاية الأهمية حول ما إذا كانت التغييرات الاجتماعية والبيئية خلال مرحلة المراهقة ستحمل تأثيرات كبيرة على المدى الطويل في كيفية استجابة الذكور والإناث للمواقف التي تؤدي إلى الاجهاد في أوقات لاحقة من الحياة.