جرعة يومية من هرمون العظام تؤدي إلى عكس فقدان الذاكرة

كشفت دراسة حديثة أن جرعة هرمون العظام اليومية يمكن أن تؤدي إلى عكس فقدان الذاكرة، مما يوفر الأمل لملايين كبار السن الذين يكافحون مع المشكلات المعرفية مع تقدمهم في السن، فكمية هرمون "الأوستيوكالسين"، وهو هرمون تنتجه الخلايا العظمية، تنخفض في أجسادنا بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر، وذلك بدءا من سن 30 عامًا في النساء و50 عامًا  في الرجال، ولكن الآن وُجد أن فقدان الذاكرة يمكن استعادته من خلال استرجاع مستويات الهرمون كما كانت لدينا في الصغر مرة أخرى، حيث أكد الباحثون أنه يتم إنتاجها بشكل طبيعي من قبل الجسم ويرجحون أن حقن من هرمون أوستيوكالسين ستكون آمنة تماما .

وقال البروفسور غيرارد كارسنتي من المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك: " لقد وجدنا في الدراسات السابقة، أن هرمون الأوستيوكالسين يلعب أدوارا عدة في الجسم، بما في ذلك دوره في الذاكرة"، وأضاف :"وقد لاحظنا أيضا أن هذا الهرمون ينخفض بسرعة في البشر خلال مرحلة البلوغ المبكر، وأثار هذا تساؤلا هاما بشأن هل يمكن عكس فقدان الذاكرة عن طريق استعادة هذا الهرمون إلى مستويات الشباب؟ وكان الجواب، على الأقل في الفئران، هو نعم".

وفي تجربة مثيرة أعطيت مجموعة من الفئران كبيرة السن ضخا مستمر لهرمون أوستيوكالسين وعلى مدى فترة شهرين، وقد تبين بعدها ظهور تحسين كبير أدائها بعد إجراء اثنين من اختبارات الذاكرة المختلفة، ووصلت الفئران الكبيرة إلى مستويات  تحسن ذاكرة كما الفئران الشابة، وقد شوهدت نفس هذه التحسنات عندما تم حقن بلازما الدم من الفئران الصغيرة، الغنية بوستيوكالسين، في الفئران كبيرة العمر.

في المقابل، لم يحدث تحسن في الذاكرة عندما تم أعطاء بلازما الفئران الشابة، ناقصة الأوستيوكالسين للفئران الكبيرة، ولكن عند إضافة الاوستيوكالسين إلى هذه البلازما قبل حقنه في الفئران المسنة أدى ذلك إلى تحسن الذاكرة، كما قام الباحثون بحقن أجسام مضادة في الفئران الشابة لاستنفاد الهرمون من البلازما لديهم الذي أدى بدوره لتقلل من أدائها في اختبارات الذاكرة مما يثبت صحة النظرية، فقد وجد فريق الباحثين أن الهرمون يرتبط بمستقبل في الدماغ يسمى Gpr158 في قرن آمون، والمعروف باسم "مركز الذاكرة"، وأكدوا ذلك عن طريق تعطيل مستقبلات لدى هذه الفئران، ومن ثم منحهم ضخ أوستيوكالسين، والتي فشلت في تحسين أدائها على اختبارات الذاكرة.

وصرح العلماء أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لنهج جديد لعلاج الانخفاض المعرفي المرتبط بالعمر بطريقة آمنة، وأكد البروفيسور كارسنتي على عدم وجود  أي آثار جانبية سامة وأضاف: "أنها جزء طبيعي من جسمنا، لذلك يجب أن تكون آمنة فنحن أيضا بحاجة إلى مزيد من البحوث لترجمة النتائج التي توصلنا إليها في لاستخدامها على البشر"، ووجد أيضا علماء الوارثة من العمل السابق أن هذا الهرمون أيضا يمكنه تجديد عضلات الفئران الأكبر سنا، وقد نشرت الدراسة الجديدة في مجلة الطب التجريبي.