لندن - كاتيا حداد
بدأت هيئة الصحة البريطانية في تطبيق اختبار جديد لسرطان الأمعاء في جميع أنحاء مستشفياتها، مؤكدة أنه يمكن أن يقلل من عدد المرضى المحولين للمناظير، لأن اختبار إيمونوكيميكال البرازي (FIT) الذي يبحث عن الدم الخفي في البراز، يمكن أن يكون علامة مبكرة لسرطان الأمعاء، وكشفت أن الاختبار يخصص لخفض أعداد المرضى الذين يحتاجون للذهاب إلى المستشفى لإجراء المنظار بمقدار الثلث تقريبًا.
وأعلنت دراسة سابقة أنه بين 60 و 80 في المائة من المرضى المحولين إلى المستشفى لإجراء المنظار ليس لديهم أمراض أمعاء خطيرة، وأوضحت أن الباحثين الهولنديين درسوا نتائج 810 مريضًا من 266 عيادة في هولندا، وأكدوا أن جميع المرضى يخضعون لاختبار FIT قبل إحالتهم للمناظير، مشيرين إلى استخدام أنبوب رفيع مع ضوء وكاميرا مرفقة لفحص الأمعاء.
وأوضحت الدراسة أن من بين المرضى الذين خضعوا لهذا الإجراء، منهم 669 ليس لديهم أمراض أمعاء خطيرة، وأشارت إلى أنه فور أخذ نتائج اختبار FIT في الاعتبار، وجد الباحثون في المركز الطبي لجامعة اوتريخت حوالي 30 في المائة من هؤلاء المرضى كان يمكن توفير عملية المنظار عليهم.
وأكد رئيس فريق الباحثين الدكتور شورد إلياس، "أن كمية المرضى الذين يخضعون للمناظير دون داع، يكلفون الرعاية الصحية ميزانيات ضخمة، ويعرض المرضى لخطر ضئيل ولكنه واقعي من مضاعفات المرتبطة بالمناظير"، ومع ذلك، فإن الباحثين يشيرون إلى أن هناك خطر صغير يمكن أن يحدث لبعض المرضى الذين يعانون من سرطان الأمعاء إذا ما استخدموا FIT.
وبيّنت الدراسة، أن مريضًا واحدًا مصاب بسرطان الأمعاء لم يتم اختياره لإجراء المنظار، فيما كشف معدوها أن هناك حاجة إلى الرصد الدقيق للأعراض الثابتة، مما يمكن أن يؤدي إلى تأخير التشخيص لبعض المرضى، وأشارت إلى أنه سيتم إجراء اختبار FIT في بريطانيا على مدى السنوات القليلة المقبلة، موضحة أنه أبسط بكثير من الاختبار الحالي لبراز الدم الغامض.
ويشمل الاختبار الحالي جمع ست عينات صغيرة من البراز لأكثر من بضعة أيام وبعثها إلى مركز الفرز، ويعدّ اختبار FIT هو أسهل بكثير للاستخدام، مما يتطلب عينة واحدة فقط التي يتم تجميعها باستخدام فرشاة توضع في أنبوب صغير للسوائل، كما أنها أكثر دقة، إذ يأمل الخبراء أن يؤدي إلى الكشف عن المزيد من حالات الإصابة بسرطان الأمعاء.
وذكرت مديرة برامج لجنة الفرز الوطني في بريطانيا الدكتورة آن ماكي، أن الاختبار الجديد يجعل من الأسهل على الناس الحصول على فحص خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، حيث أن التشخيص المبكر والعلاج يمكن أن ينقذا المزيد من الأرواح.