مسار فهد بن الشيخ، من إدارة الأعمال، إلى مسؤول في مؤسسة دولية لعلاج ذوي التوحد

لقاء مع طفل متوحد، حول مسار فهد بن الشيخ، من إدارة الأعمال، إلى مسؤول في مؤسسة دولية لعلاج ذوي التوحد، وأخيرًا تبنى مشروعًا في دبي، يقوم على إعداد مجموعة برامج غير ربحية لمساعدة غير المقتدرين ماليًا من ذوي هذه الفئة.
وتأتي فكرة المشروع في ظل معاناة ذوي بعض الأطفال معاقي التوحد من ارتفاع تكلفة تأهيل وتدريب أبنائهم في المراكز الخاصة، إذ يتجاوز متوسط قيمتها 62 ألف درهم سنويًا، ما دفع بعضهم إلى عدم الالتزام بالجلسات الأسبوعية، أو الامتناع تمامًا عن إخضاع الطفل لجلسات التأهيل.
وعن بداياته، قال فهد بن الشيخ، وهو يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ثقة للتوحد" الدولية، لـ"الإمارات اليوم"، إنه حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال في إحدى الجامعات العالمية، وعاد إلى الإمارات عام 2009، وكان لقاؤه مع طفل متوحد (ابن أحد أصدقائه) نقطة فاصلة في حياته، إذ أثار هذا المرض فضوله، وبدأ في القراءة وسؤال المختصين عنه، وخلاصة هذه الأسئلة قادته إلى أنه لا سبيل سوى التأهيل والعلاج المبكر، لكن ضعف الإمكانات المالية لبعض الأسر دفعها إلى عدم علاج أبنائها، خصوصًا أن كلفة التأهيل مرتفعة في المراكز المتخصصة، ومن هذه اللحظة قرر أن يكون هذا مشروع حياته.
وأضاف: "في نهاية 2010 بدأت في اتخاذ أولى خطوات المشروع، إذ توجهت إلى وزارة تنمية المجتمع طالبًا ترخيص مركز مختص في تأهيل ذوي التوحد، إلا أن تشعب الاختصاصات بين المؤسسات المعنية وقف عائقًا أمام استكمال الإجراءات، لكنني لم أسلم للأمر، واتجهت إلى المملكة المتحدة، حيث نجحت في استصدار ترخيص لمؤسسة دولية تحت اسم (الثقة للتوحد)".
وتابع: "تعاونت مع مؤسسات الأمم المتحدة، وبدأت في استقطاب مختصين عالميين في التعامل مع هذا المرض، وافتتحت مكاتب لتأهيل هذه الحالات في كندا، وفنزويلا، والأرجنتين، وبعدها عدت إلى الإمارات، وعقدت عبر مؤسسة ثقة للتوحد شراكة مع المنظمة العالمية المسؤولة عن ترخيص الاخصائيين المؤهلين للتعامل مع حالات التوحد، واستقطبت أحد أهم البروفسيرات العالميين للإشراف على التعامل مع ذوي هذه الفئة عبر مكتب إقليمي في دبي".
وذكر إن تكلفة تأهيل حالات التوحد تقف عائقًا أمام تسجيل أطفال من معاقي التوحد في المراكز الخاصة المنتشرة على مستوى الدولة، أو استكمالهم الجلسات المطلوبة في حال التسجيل، إذ تصنف هذه الفئة من الإعاقة كأعلى كلفة بين فئات الإعاقة المختلفة من حيث التأهيل والتدريب.
وأوضح أن متوسط الساعة العلاجية في المراكز الخاصة يراوح بين 280 و750 درهمًا، في وقت يحتاج فيه الطفل المتوحد إلى متوسط ثماني إلى 10 ساعات أسبوعيًا، ووفق دراسة إحصائية أجرتها وزارة تنمية المجتمع، تراوح قيمة تأهيل الحالة سنويًا في المراكز الخاصة بين 38 و160 ألف درهم.